٧

إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا اى ثوابنا فان أعظم المثوبات لقاء اللّه سبحانه و رؤيته وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا اختاروها على الاخرة وَ اطْمَأَنُّوا بِها اى سكنوا إليها و اقتصروا على لذائذها و زخارفها و تركوا ما يفيدهم للاخرة وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا اى عن الادلة الدالة على وجود الصانع غافِلُونَ (٧) فعلى هذا المراد بالأولين اهل الكتاب من الكفار الذين يعتقدون الصانع و يعلمون البعث و النشور و مع ذلك اختاروا الدنيا على الاخرة و يئسوا من ثواب الاخرة و اقتصروا على لذائذ الدنيا- و بالآخرين الذين لم يوحدوا اللّه تعالى و لا يعرفون البعث و الجزاء- و

قال البيضاوي المراد بالأولين من أنكر البعث و لا يرجون اى لا يتوقعون الجزاء و لم يروا الا الحيوة الدنيا- و بالآخرين من الهاهم حب العاجل عن التأمل فى الاجل و الاعداد له- و قيل العطف لتغائر الوصفين و التنبيه على ان الوعيد على الجمع بين الذهول عن الآيات رأسا و الانهماك فى الشهوات بحيث لا يخطر ببالهم أصلا- و

قال البغوي الرجاء يكون بمعنى الخوف و الطمع فمعنى لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لا يخافون عقابنا و لا يرجون ثوابنا- و قال ابن عباس عَنْ آياتِنا غافِلُونَ يعنى عن محمد صلى اللّه عليه و سلم و القران غافلون معرضون.

﴿ ٧