١١

إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ استثناء من الإنسان يعنى الا المؤمنين فانهم ليسوا بيؤس و لا كفور عند سلب النعمة بل يرجون فضل اللّه و يشكرون نعماءه السابقة و الباقية و لا فرحين بطرا و أشرا غير مفتخرين على الناس عند انعامه بل يشكرون اللّه تعالى- وضع اللّه سبحانه الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ موضع المؤمنين اشعارا بانهم يصبرون فى الضراء و يعملون شكرا فى السراء- عن صهيب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير و ليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له و ان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مسلم- و قال الفراء هذه استثناء منقطع معناه لكن الذين صبروا و عملوا الصالحات فانهم ان نالهم شدة صبروا و ان نالوا نعمة شكروا- و على قول الفراء اللام فى الإنسان للعهد يعنى إذا أذقنا الإنسان الكافر الّذي مر ذكره منا رحمة إلخ حتّى ينقطع الاستثناء أُولئِكَ اى الصابرون الشاكرون لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ (١١) يعنى رضوان اللّه و جنته- عن عياض بن حمار المجاشعي ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ان اللّه اوحى الىّ ان تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغى أحد على أحد رواه مسلم-

﴿ ١١