١٨

وَ جاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ اى ذى كذب او مكذوب فيه- و يجوز ان يكون وصفا بالمصدر للمبالغة- و على قميصه فى موضع النصب على الظرف اى فوق قميصه- او على الحال من الدم ان جوز تقديمها على المجرور- اخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابو الشيخ عن الحسن انه لما سمع يعقوب بخبر يوسف صاح و سال قميصه- فلما جي ء بقميص يوسف جعل يقلّبه فراى اثر الدم و لا يرى فيه شقا و لا خرقا- فقال يا بنى و اللّه ما اعهد الذئب حليما إذا كل ابني و أبقى قميصه فلمّا علم كذبهم بذلك قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً اى سهّلت لكم و هوّنت فى أعينكم أنفسكم امرا عظيما- ماخوذ من السول و هو الاسترخاء- فى القاموس الاسول من فى أسفله استرخاء و السولة استرخاء البطن و غيره- و قيل معناه زيّنت كذا فى القاموس و سوّل له الشيطان اغواه و قيل السول الحاجة الّتي تحرص عليها النفس- و التسويل تزيين النفس لما تحرص عليه و تصوير القبيح بصورة الحسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ اى فامرى صبر جميل- و قيل فصبر جميل اختاره-

قال البغوي الصبر الجميل الّذي لا شكوى فيه اى الى الخلق و لا جزع- اخرج ابن جرير عن حبان ابن حمية مرسلا الصبر الجميل الّذي لا شكوى فيه وَ اللّه الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١٨) اى على احتمال ما تصفونه من هلاك يوسف و الصبر على تلك المصيبة-

قال البغوي و فى القصة انهم جاءوا بذئب و قالوا هذا الّذي أكله- فقال له يعقوب يا ذئب ءانت أكلت ولدي و ثمرة فوادى- فانطقه اللّه عز و جل فقال تاللّه ما رايت وجه ابنك قط- قال كيف وقعت بأرض كنعان- قال جئت لصلة قرابة فصادنى هؤلاء- فمكث يوسف فى البئر ثلاثة ايام-.

﴿ ١٨