|
٣٧ قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ «٢» قيل أراد به ترزقانه فى النوم يقول لا يأتيكما طعام ترزقانه فى نومكما إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ فى اليقظة قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما تأويله- و قيل أراد انه لا يأتيكما طعام من منازلكما ترزقانه فى اليقظة اى تطعمانه (٢) فى الأصل فقال يكن الفاء ليست من القران بل هى من التفسير ١٢ ابو محمّد. و تأكلانه- الا نبأتكما بتأويله بقدره و لونه و الوقت الّذي يصل اليكما قبل ان يصل اليكما- و اىّ طعام أكلتم و متى أكلتم- و هذا معجزة مثل معجزة عيسى عليه السلام حيث قال وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ- فقالا هذا فعل العرافين و الكهنة فمن اين لك هذا العلم فقال ما انا بكاهن و انما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي قرا نافع و ابو عمرو بفتح الياء و الباقون بإسكانها- يعنى علّمنى ربى بالوحى القطعي المنزل من السماء- و قيل معنى الاية لا يأتيكما طعام يعنى من منازلكما الا نبأتكما بتأويل ما قصصتما علىّ من الرؤيا ذلكما اى التأويل مما علمنى ربى بالإلهام و الوحى- و ليس من قبيل التكهن و التنجم قال البيضاوي أراد يوسف عليه السلام ان يدعوهما الى التوحيد و يرشدهما الطريق القويم قبل ان يجيب ما سالا عنه- كما هو طريقة الأنبياء و النازلين منازلهم من العلماء فى الهداية و الإرشاد- فقدّم ما يكون معجزة له من الاخبار بالغيب ليدلهما على صدقه فى الدعوة و التعبير إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللّه وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (٣٧) تعليل لما قبله اى علّمنى ذلك لانى تركت ملة المبطلين و تكرار كلمة هم للدلالة على اختصاصهم و تأكيد كفرهم بالاخرة. |
﴿ ٣٧ ﴾