٣٨

وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ و جاز ان يكون قوله إِنِّي تَرَكْتُ الى آخره كلاما مبتدا- لتمهيد الدعوة و اظهار انه من بيت النبوة ليقوى رغبتهما فى الاستماع اليه و الوثوق عليه- و من هاهنا يظهران العالم إذا جهلت منزلته فى العلم فاراد ان ينشر علمه جاز له ان بصف نفسه حتّى يعرف الناس قدره فيقتبسون منه- و ليس هذا من باب تزكية النفس انما الأعمال بالنيات و الأنبياء كانوا مأمورين بذلك- قال اللّه تعالى وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ- فويل للذين يطعنون على اولياء اللّه تعالى (مثل المجدد للالف الثاني رضى اللّه عنه حيث ذكروا ترقياتهم و مدارج قربهم من اللّه تعالى و ما أفضل اللّه تعالى عليهم) حسدا و جهلا ما كانَ لَنا معشر الأنبياء اى ما صح و لا أمكن لنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللّه مِنْ شَيْ ءٍ اىّ شي ء كان فان اللّه تعالى قد خلقنا على جبلة التوحيد و عصمنا من الشرك ذلِكَ التوحيد و العلم مِنْ فَضْلِ اللّه عَلَيْنا بالوحى وَ عَلَى سائر النَّاسِ ببعثتنا لارشادهم و تثبيتهم عليه وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ المبعوث إليهم لا يَشْكُرُونَ (٣٨) على هذه النعمة و يعرضون عنه و لا ينتبهون- او من فضل اللّه علينا و عليهم بنصب الدلائل و إنزال الآيات و لكن أكثرهم لا ينظرون إليها و لا يستدلون بها- فيلغونها كمن يكفر النعمة و لا يشكرها- ثم دعاهم الى الإسلام فقال.

﴿ ٣٨