٦٧

وَ قالَ يعقوب لما أراد بنوه الخروج من عنده يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ لانهم كانوا ذوى جمال و ابهة و قوة و امتداد قامة مشتهرين فى المصر بالقربة و الكرامة عند الملك- فخاف عليهم العين و قد ورد فى الحديث العين حق و قد ذكرنا ما ورد فى ذلك فى سورة نون فى تفسير قوله تعالى وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ الاية- و لعله لم يوصهم بذلك فى الكرة الاولى لانهم كانوا مجهولين حينئذ و كان الداعي اليه خوفه على بنيامين- و عن ابراهيم النخعي انه قال ذلك لانه كان يرجو ان يروا يوسف فى التفرق و الاول أصح وَ ما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللّه مِنْ شَيْ ءٍ مما قضى عليكم فان المقدر كائن عن عائشة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يغنى حذر عن قدر- رواه الحاكم و رواه احمد من حديث معاذ بن جبل و رواه البزار من حديث ابى هريرة إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للّه يصيبكم لا محالة ان قضى عليكم سوءا و لا ينفعكم شي ء فوض يعقوب امره الى اللّه تعالى و قال عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ اعتمدت وَ عَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (٦٧) جمع بين حرفى العطف فى عطف الجملة على الجملة- لتقدم الصلة للاختصاص- كانّ الواو للعطف و الفاء لافادة السببية فان فعل الأنبياء سبب لان يقتدى بهم غيرهم-.

﴿ ٦٧