|
٨ اللّه يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى اى حملها او ما تحملها من ذكر او أنثى سوىّ الخلق او ناقصه و واحدا او اكثر- و انه على اىّ حال هو من الأحوال الحاضرة و المترقبة وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ غاض و ازداد جاء كل منهما لازما و متعديا- فى القاموس غاض الماء غيضا و مغاضا قل و نقص كالغاض غاض الماء و ثمن السلعة نقص- و غاض الماء و ثمن السلعة نقضهما كاغاض- و ازداد القوم على عشرة- و نزداد كيل بعير- فان جعلتهما لازمين فما حينئذ مصدرية و المعنى اللّه يعلم انتغاض الأرحام و ازديادها- و الاسناد الى الأرحام مجازى فانهما لما فيهما يعنى ينتقص ما فى الأرحام فى الجثة و المدة و العدد و يزداد- و ان جعلتهما متعديين فما يحتمل ان يكون موصولة و ان يكون مصدرية و المعنى اللّه يعلم ما تنقصه الأرحام و ما تزداده فى الجثة و المدة و العدد (مسئلة) اقل مدة الحمل ستة أشهر اتفاقا روى ان رجلا تزوج امراة فولدت لستة أشهر- فهمّ عثمان ان يرجمها- فقال ابن عباس لو خاصمتكم بكتاب اللّه تعالى لخصمتكم- قال اللّه تعالى وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً- و قال وَ فِصالُهُ فِي عامَيْنِ فلم يبق للحمل الا ستة أشهر- فدرا عثمان عنها الحد- قال ابن همام التمسك بدرء عثمان مع عدم مخالفة أحد فكان اجماعا- و انه قد يولد بستة أشهر و يعيش- و اكثر مدة الحمل سنتان عند ابى حنيفة رحمه اللّه- لما روى الدار قطنى و البيهقي فى سننهما من طريق ابن المبارك ثنا داود بن عبد الرّحمن عن ابن جريج عن جميلة بنت سعد عن عائشة قالت ما تزيد المرأة فى الحمل على سنتين قدر ما يتحول ظل عمود المغزل- و فى لفظ قالت لا يكون الحمل اكثر من سنتين و لو بظل مغزل- و عند الشافعي و مالك اكثر مدة الحمل اربع سنين- و قيل عند مالك خمس سنين- قال حماد بن سلمة انما سمى هرم بن حبان هرما لانه بقي فى بطن امه اربع سنين- و روى البيهقي عن الوليد بن مسلم قال قلت لمالك بن انس انّى حدّثت عن عائشة انها قالت لا تزيد المرأة فى حملها على سنتين قدر ظل مغزل- فقال سبحان اللّه من يقول هذا- هذه جارتنا امراة محمّد بن عجلان امراة صدوق و زوجها رجل صدوق حملت ثلاثة بطون فى اثنتي عشرة سنة كل بطن فى اربع سنين- قال ابن همام و لا يخفى ان قول عائشة مما لا يعرف الا سماعا فى حكم المرفوع- و هو مقدم على المحكي عن امراة ابن عجلان- لانه بعد صحة النسبة الى الشارع لا يتطرق اليه الخطأ بخلاف الحكاية- فانها بعد صحة نسبتها الى مالك و المرأة يحتمل الخطأ بها- فان يمامة الأمر أن يكون انقطع دمها اربع سنين ثم جاءت بولد و هذا ليس بقاطع فى ان الاربعة سنين بتمامها كانت حاملا فيها- لجواز انها امتدت «١» طهرها سنتين او اكثر ثم حبلت- و وجود الحركة مثلا فى البطن لو وجد ليس قاطعا للحمل لجواز كونه من غير الولد- و لقد أخبرنا عن امراة انها وجدت ذلك مدة تسعة أشهر من الحركة و انقطاع الدم و كبر البطن و ادراك الطلق- و حين جلست القابلة تحتها أخذت فى الطلق و كلما طلقت اعتصرت ماء- و هكذا شيئا فشيئا الى ان انضم بطنها و قامت عن قابلتها من غير ولادة- و فى الجملة مثل هذه الحكايات لا تعارض الروايات و ما روى ان عمر اثبت نسب ولد امراة غاب عنها زوجها سنين ثم قدم فوجدها حاملا فهمّ برجمها- فقال له معاذ ان كان لك عليها سبيل فلا سبيل لك على ما فى بطنها فتركها- حتّى ولدت ولدا قد نبتت ثنياه يشبه أباه- فلما راه الرجل قال ولدي و رب الكعبة انما هو لقيام الفراش و دعوى الرجل نسبه و اللّه اعلم- (مسئلة) أعلى عدد الولد فى بطن لاحد له- و قيل نهاية ما عرف اربعة و اليه ذهب ابو حنيفة رحمه اللّه- و قال الشافعي رحمه اللّه أخبرني شيخ باليمن ان امرأته ولدت بطونا فى كل بطن خمسة- قلت و اشتهر فى ديار الهند ان امراة القاضي قدوه فى بلاد الشرق ولدت مائة فى مشيمة واحدة و عاشوا جميعا و اللّه اعلم- قال البغوي قال اهل التفسير غيض الأرحام الحيض على الحمل- فاذا حاضت الحامل كان نقصانا فى الولد لان دم الحيض غذاء للولد فى الرحم- فاذا اهراقت الدم ينتقص الغذاء فينتقص الولد- و إذا لم تحض يزداد الولد فيتم- فالنقصان نقصان خلقة الولد بخروج الدم و الزيادة تمام خلقته باستمساك الدم- و قيل إذا حاضت تنقص الغذاء و تزداد مدة الحمل حتّى تستكمل تسعة أشهر طاهرا- فان رات خمسة ايام دما وضعت لتسعة أشهر و خمسة ايام فالنقصان فى الغذاء و الزيادة فى المدة- و قال الحسن غيضها نقصانها من تسعة أشهر و الزيادة زيادتها على تسعة أشهر- و قيل النقصان السقط و الزيادة تمام الخلق وَ كُلُّ شَيْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (٨) بتقدير الى حد معين فى علم اللّه تعالى لا يجاوز و لا ينقص عنه. (١) فى الأصل امتد. |
﴿ ٨ ﴾