٤

وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ اى بلغة قَوْمِهِ الّذي هو منهم و بعث فيهم- اخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة قال بلسان قومه اى بلغتهم ان كان عربيا فعربيا- و ان كان أعجميا فاعجميا- و ان كان سريانيا فسريانيا لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ما أمروا به فيفقهوه عنه بيسر و سرعة- و يتخذ الرسول بذلك حجة عليهم و قد كان الرسل من قبل النبي صلى اللّه عليه و سلم مبعوثين كل واحد منهم الى قومه فبينوا لهم- و بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم الى الناس كافة- لكنه امر اولا بدعوة قومه حيث قال اللّه تعالى وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ- قال اللّه تعالى لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَ مَنْ حَوْلَها- و قال لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ- فارسل بلسان عربى مبين لاهل الحجاز و الناس كافة تبع لهم حيث تعلّموا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم نقلوه و ترجموه و لذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس تبع لقريش فى الخير و الشر- رواه احمد و مسلم فى الصحيح عن جابر يعنى سائر الكفار تبع لكفار قريش فى الكفر حيث كفروا اولا ثم كفر غيرهم فعليهم اثمهم أجمعين و المؤمنون كلهم تبع لمؤمنى قريش حيث أمنوا اولا فلهم اجر كلهم- عن جرير قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سنّ فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها و اجر من عمل بها- من غير ان ينقص من أجورهم شي ء- و من سنّ فى الإسلام سنة سيئة فله وزرها و وزر من عمل بها- من غير ان ينقص من أوزارهم شي ء- رواه مسلم و روى ابن عساكر عن ابى سعيد بسند ضعيف الناس تبع لكم يا اهل المدينة فى العلم- و المراد باهل المدينة المهاجرون و الأنصار فان غيرهم تبع لهم لكن الأنصار تبع للمهاجرين فلا منافاة بين الحديثين- و عن ابى رافع عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال الشيخ فى اهله كالنبى فى أمته- رواه الجليلى فى مشيخته و ابن النجار و عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم الشيخ فى بيته كالنبى فى قومه- رواه ابن حبان فى الضعفاء و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العلماء ورثة الأنبياء الحديث رواه احمد و الترمذي و ابو داود و ابن ماجة و الدارمي عن كثير بن قيس و سماه الترمذي قيس بن كثير- و عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان الناس لكم تبع- و ان رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون فى الدين فاذا أتوكم فاستوب ثوابهم خيرا- رواه الترمذي و قيل الضمير فى قومه لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم يعنى انزل الكتب كلها بالعربية ثم ترجمها جبرئيل- أخرجه ابن مردوية من طريق الكلبي عن ابن عباس قال كان جبرئيل يوحى اليه بالعربية و ينزل هو الى كل نبى بلسان قومه

و اخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن سفيان الثوري قال لم ينزل وحي الا بالعربية ثم ترجمه كل نبى لقومه بلسانهم- و قال لسان يوم القيامة سريانية و من دخل الجنة تكلم بالعربية-

قلت و إرجاع ضمير قومه الى محمّد صلى اللّه عليه و سلم بعيد و يأبى عنه قوله تعالى لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّه مَنْ يَشاءُ فيخزله عن الايمان وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ بالتوفيق و خلق إذعان الحق فيه وَ هُوَ الْعَزِيزُ الّذي لا يغلب على مشيته أحد من يهد اللّه فلا مضل له و من يضللّه فلا هادى له الْحَكِيمُ (٤) الّذي لا يضلّ و لا يهدى الا لحكمة-.

﴿ ٤