٥ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا التسع أَنْ أَخْرِجْ ان مفسرة لان فى الإرسال معنى القول- او مصدرية بتقدير حرف الجر فان صيغ الافعال فى الدلالة على المصدر سواء فيجوز إدخال ان المصدرية على كلها اى بان اخرج قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (٥) وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّه قال ابن عباس و أبيّ بن كعب و مجاهد و قتادة بنعم اللّه- و قال مقاتل بوقائع اللّه فى الأمم السابقة قوم نوح و عاد و ثمود- يقال فلان عالم بايام العرب اى بوقائعهم- و التقدير فذكرهم بما كان فى ايام اللّه الماضية من النعمة او البلاء إِنَّ فِي ذلِكَ الوقائع لَآياتٍ على وجود الصانع و علمه و قدرته و حكمته و وحدته لِكُلِّ صَبَّارٍ يصبر كثيرا على البلاء و الطاعة عن المعصية شَكُورٍ (٥) يشكر كثيرا على نعمائه و المراد به لكل مؤمن- جعل اللّه سبحانه الصبار و الشكور عنوان المؤمنين تنبيها على انه لا بد لكل مؤمن ان يتصف بهذين الوصفين- اخرج ابن ابى حاتم و البيهقي فى شعب الايمان من طريق ابى ظبيان عن علقمة عن ابن مسعود قال الصبر نصف الايمان و اليقين الايمان كله- فذكر هذا الحديث للعلاء بن بدر فقال او ليس فى القران إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ- انّ فى ذلك لآيات لّلمؤمنين- و روى البيهقي عن انس عنه صلى اللّه عليه و سلم الايمان نصفان نصف فى الصبر و نصف فى الشكر- و روى ابو يعلى و الطبراني فى مكارم الأخلاق الايمان صبر و سماحة- و روى مسلم و احمد عن صهيب مرفوعا عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير و ليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر و كان خيرا له و ان أصابته ضراء صبر و كان خيرا له و روى البيهقي عن سعد بن ابى وقاص بلفظ عجب للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب و صبر و إذا أصابته خير حمد اللّه و شكر- ان المسلم يؤجر فى كل شي ء حتّى اللقمة يرفعها الى فيه- و عن ابى الدرداء و قال سمعت أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم يقول ان اللّه تبارك و تعالى قال يا عيسى انى باعث بعدك امة إذا أصابهم ما يحبون حمدوا اللّه و ان أصابهم ما يكرهون احتسبوا و صبروا- و لا حلم و لا عقل فقال يا رب و كيف هذا لهم و لا حلم و لا عقل قال أعطيهم من حلمى و علمى- رواه البيهقي فى شعب الايمان-. |
﴿ ٥ ﴾