١٢

وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ اى هيّا هما لمنافعكم وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ قرا ابن عامر الاربعة بالرفع على انها مبتدا و خبر وقرا اهل الحجاز و الشام «١» و الكوفة غير حفص بنصب الاربعة الثلاثة عطفا على النهار و مسخّرت على انه حال من الجميع اى جعلها بحيث ينفعكم حال كونها مسخرات للّه تعالى خلقها و دبّرها كيف شاء او مسخرات لما خلقن

و قرا حفص الشّمس و القمر بالنصب على العطف وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بالرفع على الابتداء بِأَمْرِهِ اى بايجاده و تقديره او بحكمه و فى الاية إيذان بالجواب لمن يقول ان المؤثر فى تكوين النبات حركات الكواكب و أوضاعها فان ذلك ان سلم فلا شك انها حادثة ممكنة الذات و الصفات واقعة على بعض الوجوه المحتملة فلا بد لها من مخصص مختار واجب الوجود دفعا للدور و التسلسل و التحقيق ان تأثيرات الأشياء الفلكية او العنصرية كلها امور عادية جرى عادة اللّه تعالى على خلق بعض الأشياء عقيب بعض منها و لا يتصور نسبة الإيجاد على الحقيقة الى ما هو معدوم فى حد ذاته لا يقتضى ذاته وجوده فانه كيف يقتضى وجود غيره إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) جمع الاية و ذكر العقل لانها تدل أنواعا من الدلالات الظاهرة لذوى العقول السليمة غير محوجة الى استيفاء فكر كاحوال النبات.

(١) الصحيح

و قرا اهل الحجاز و البصرة و الكوفة غير حفص إلخ- ابو محمّد.

﴿ ١٢