٩

أَمْ بل ا حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً استفهام تقرير يعنى أعلمت انهم كانوا اية عجبا من آياتنا اى عجيبة- وصفوا بالمصدر مبالغة او على انه بمعنى الفاعل اى معجبا او ذات عجب- و قيل الاستفهام على سبيل الإنكار يعنى انهم ليسوا بأعجب آياتنا فان خلق السموات و الأرض و خلق ما على الأرض من الأجناس و الأنواع التي لا تعدّو لا تحصى مخلوقة منها على طبائع متباعدة و هيات مختلفة ثم ردها إليها كما كانت اعجب منهم- و الكهف الغار الواسع في الجبل و اختلفوا في الرقيم قال سعيد بن جبير هو لوح كتب فيه اسماء اصحاب الكهف و قصتهم دو هذا اظهر الأقاويل ثم وضعوه على باب الكهف و كان اللوح من رصاص و قيل من حجارة- و على هذا يكون الرقيم بمعنى المرقوم اى المكتوب و الرقم الكتابة- و حكى عن ابن عباس انه اسم للوادى الذي فيه كهفهم فعلى هذا هو من رقمة الوادي و هو جانبه- و قال كعب الأحبار هو اسم للقرية التي خرج منها اصحاب الكهف و قيل اسم للجبل الذي فيه الكهف و قيل اصحاب الرقيم قوم آخرون اخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و الطبراني و ابن مردوية عن النعمان بن بشير انه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدث عن اصحاب الرقيم انهم ثلاثة نفر دخلوا الى الكهف و أخرجه احمد و ابن المنذر عن انس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ان ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون «١» لاهلهم فاخذتهم السماء فأووا الى الكهف فانحطت صخرة و سدت بابه- فقال أحدهم اذكروا أيكم عمل حسنة لعل اللّه يرحمنا ببركته- فقال واحد استعملت اجراء ذات يوم فجاء رجل وسط النهار و عمل بقيته مثل عملهم فاعطيته مثل أجرهم- فغضب أحدهم و ترك اجره فوضعته في جانب البيت ثم مرّبى نفر فاشتريت به فصيلة فبلغت ما شاء اللّه- فرجع الىّ بعد حين شيخا ضعيفا لا أعرفه و قال ان لى عندك حقّا و ذكره حتى عرفته فدفعتها اليه جميعا- اللّهم ان كنت فعلت ذلك لوجهك فاخرج عنا فانصدع الجبل حتى رأووا الضوء- و قال الاخر كانت لى فضيلة و أصاب الناس شدة فجاءتنى امراة فطلبت منى معروفا فقلت ما هو دون نفسك فابت ثم رجعت ثلاثا ثم ذكرت لزوجها- فقال أجيبي له و اعينى عيالك فاتت و سلّمت الىّ نفسها- فلما تكشفتها و هممت بها ارتعدت فقلت مالك قالت أخاف اللّه فقلت خفتيه في الشدة و لم اخفه في الرخاء فتركتها و أعطيتها ملتمسها- اللّهم ان كنت فعلته لاجلك فافرج عنّا فانصدع حتى تعارفوا- و قال الثالث كان لى أبوان هرمان و كانت لى غنم و كنت أطعمهما «٢» و اسقيهما ثم ارجع الى غنمى فحبسنى ذات يوم غنم فلم أرح حتى أمسيت فاتيت أهلي و أخذت محلبى فحلبت فيه و مضيت إليهما فوجدتهما نائمين- فشق علّى ان أوقظهما فتوقفت جالسا و محلبى على يدىّ حتى ايقظهما الصبح فسقيتهما- اللّهم ان فعلته لوجهك فافرج عنا ففرج اللّه عنهم فخرجوا و اللّه اعلم- ثم ذكر اللّه قصة اصحاب الكهف فقال.

(١) اى يطلبون لاهلها الكلاء و الغيث ١٢ منه رح.

(٢) و في الأصل اطعمتهما و اسقيتهما ١٢.

﴿ ٩