٦٦

قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ كان حق الكلام جئتك لاتبعك و أصحبك لكن غيّر الأسلوب استيذانا منه في الاتباع و المصاحبة عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ اثبت الياء في الحالين ابن كثير و في الوصل فقط نافع و ابو عمرو و الباقون يحذفونها في الحالين يعنى على شرط ان تعلمنى و هو في موضع الحال من الضمير المرفوع او المنصوب من اتبعك

مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦) قرا ابو عمرو بفتح الراء و الشين و الباقون بضم الراء و اسكان الشين و هما لغتان كالبخل و البخل و معناه إصابة الخير و هو مفعول تعلمنى و مفعول علمت العائد محذوف و كلاهما من علم الّذي له مفعول واحد بمعنى عرف و يجوز ان يكون علة لاتبعك او مصدره أبا ضمار فعله و هذه الاية دليل على ان المفضول قد يكون له فضل جزئى على من هو أفضل منه و على ان الفاضل ينبغى ان يطلب هذه الحصة من الفضل من المفضول و لا يستنكف عنه لما مرّ في تفسير هذه الاية ان موسى سال ربّه اىّ عبادك اعلم قال الّذي ينبغى علم الناس الى علمه عسى ان يصيب كلمة تدله على هدى و يروه عن ردى- و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الكلمة «١» الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها- رواه الترمذي و ابن ماجة بسند حسن عن ابى هريرة و ابن عساكر عن على رضي اللّه عنهما- و من هذا الباب الصلاة المأثورة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم اللّهم صل على محمد و على ال محمد كما صليت على ابراهيم و على ال ابراهيم-

قال البغوي في بعض الاخبار انه لمّا قال له موسى ذلك قال له الخضر كفى بالتورية علما و بنى إسرائيل شغلا فقال له موسى ان اللّه أمرني بهذا و قد راى موسى عليه السلام في هذا الكلام غاية التواضع و الأدب و استجهل نفسه و استأذن ان يكون تابعا له و ساله ان يرشده و ينعم عليه بتعليم بعض ما أنعم اللّه عليه فحينئذ.

(١) الكلمة الحكمة هو من باب وجل عدل و روى الكلمة الحكيمة و كلمة الحكمة بالاضافة الفقيه الدهلوي.

﴿ ٦٦