٤ قالَ رَبِّ اى يا ربى حذف حرف النداء و المضاف اليه اختصارا إِنِّي وَهَنَ اى ضعف ورق الْعَظْمُ مِنِّي أسند الوهن الى العظم لانه دعامة البدن و اصل بنائه او لانه أصلب أعضاء البدن فاذا وهن كان ما وراؤه اوهن- و توحيده بارادة الجنس وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً شبّه الشيب بالنار لبياضه و انتشاره في الشعر باشتعالها و أسند الاشتعال الى الراس و جعل الشيبا تمييزا مبالغة و اشارة الى استيعاب الشيب جميع الراس و اكتفى باللام عن الاضافة لان ظهور المراد يغنى عن التقييد فانه يحكى عن رأسه لا عن رأس غيره و المعنى رب انى شبت و اختلفوا في سنه حينئذ فقيل ستون أخرجه ابن ابى حاتم عن ابن المبارك و قيل سبعون أخرجه عبد الرزاق و ابن ابى حاتم عن الثوري- و قال المحلى مائة و عشرون سنة و بلغت امرأته ثمان و تسعين سنة وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ اى يا ربى شَقِيًّا (٤) اى خيّبا يعنى كلما دعوتك في الماضي استجبت لى و لم تخيبنى قط- فالاجابة منك لدعائى جرى منك و عادة و سنة و انى أطمع الاجابة منك الان لماء لودتنى به و الكريم لا يخيب من أطمعه فالمصدر مضاف الى المفعول اى بدعائى إياك- و جاز ان يكون مضافا الى الفاعل و يكون المعنى انك لما دعوتنى للايمان امنت بك و لم أشق بترك الايمان- فاستجب دعائى ببركة الايمان بك و اجابة دعائك- و جملة لم أكن معطوفة على ما سبق او حال من ضمير المتكلم فانه في المعنى فاعل إذ معناه شبت-. |
﴿ ٤ ﴾