٢

ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) اى لتتعب في القاموس الشقاء الشدة و العسر وليد و قال الجوهري الشقاوة خلاف السعادة- و كما ان الشقاوة ضربان دنيويّة و اخروية كذلك السعادة ثم السعادة الدنيوية ثلاثة اضرب نفسية و بدنية و خارجية- كذلك الشقاوة على هذه الأضرب- و المراد في هذه الاية الشقاوة الدنيوية البدنية- و هو التعب- و قال بعضهم قد يوضع الشقاء موضع التعب- و

قال البيضاوي الشقاء شائع بمعنى التعب و منه أشقى من رابض المهر و سيد القوم أشقاهم و لعله عدل اليه للاشعار بانه انزل عليه ليسعد- اخرج ابن مردوية عن ابن عباس ان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان أول ما انزل اللّه عليه الوحى يقوم على صدور قدميه إذا صلى- فانزل اللّه طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى

و اخرج عبد بن حميد عن الربع بن انس قال كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا صلّى فام على رجل و رفع اخرى فانزل اللّه طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى- و قيل هذه الاية رد لقول الكفار و تكذيب لهم حين راوا اجتهاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العبادة فقالوا ما انزل القرآن عليك يا محمد الا لشقائك فنزلت هذه الاية و جاز ان يكون مراد الكفار و نسبة الشقاوة الى اسعد الناس نظرا منهم انه ترك دين الآباء فشقى فرد اللّه عليهم قولهم و بين سعادته بما انزل عليه تذكرة ممن اتصف بصفات الكمال- يدل عليه ما اخرج ابن مردوية من طريق العوفى عن ابن عباس قال قالوا لقد شقى هذه الرجل بربه فنزلت ما أنزلنا عليك القران لتشقى- و جلا ان يكون سعنى الاية ما أنزلنا عليك القرءان لتتعب و تبخع نفسك لفرطتا سفك على كفر قومك إذ ليس عليك الّا تبليغهم- و جملة ما أنزلنا خبر طه ان جعلته مبتدأ على انه اوّل بالسورة او القران و لفظ القران فيها واقع موقع العائد- و جواب ان جعلته مقسما به- و مناد «٢» له ان جعلته منادى و استيناف ان كانت جملة فعلية او اسمية بإضمار مبتدأ او طائفة من الحروف محكية.

(٢) هكذا في الأصل و الصحيح منادى له ١٢ التفسير الدهلوي.

﴿ ٢