١٤

إِنَّنِي قرأ نافع و ابن كثير و ابو عمرو بفتح الياء و الباقون بإسكانها أَنَا اللّه لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي و لا تعبد غيرى- الجملة بدل من ما يوحى دال على انه مقصور على تقدير التوحيد الّذي هو كمال العلم و الأمر بالعبادة الّتي هى كمال العمل وَ أَقِمِ الصَّلاةَ تخصيص بعد تعميم لكمال الاهتمام بها و علو منزلتها في سائر العبادات قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- الصلاة عماد الدين- رواه ابو نعيم و البيهقي عن عمرو صاحب مسند الفردوس عن على رضى اللّه عنه بلفظ الصلاة عماد الايمان و ابن عساكر عن انس بلفظ الصلاة نور الايمان- و في الصحيحين عن ابن مسعود قال سألت النبي صلى اللّه عليه و سلم اىّ الأعمال أحب الى اللّه- قال الصلاة. و روى مسلم عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين العبد و بين الكفر ترك الصلاة و روى احمد و اصحاب السنن عن بريدة نحوه و روى احمد و الدارمي و البيهقي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى اللّه عليه و سلم انه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا و برهانا و نجاة يوم القيامة و من لم يحافظ عليها لم تكن له نورا و لا نجاة و كان يوم القيامة مع قارون و فرعون و هامان و أبيّ ابن خلف و روى الترمذي عن عبد اللّه بن شقيق قال كان اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة- و بناء على ظاهر هذه الأحاديث قال احمد بن حنبل من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر- و ايضا وجه كونها أفضل العبادات انها حسنة لذاتها بخلاف اكثر العبادات فان الصوم لاجل قهو النفس الامارة بالسوء- و الزكوة لدفع حاجة الفقير- و الحج لتعظيم البيت و نحو ذلك- و للدلالة على كونها حسنة لذاتها ذكر اللّه علة للام بإقامتها فقال لِذِكْرِي (١٤) قرا نافع و ابو عمرو بفتح الياء و الباقون بإسكانها- اى لتذكرنى فيها فانّ الصلاة بجميع اجزائه ذكر له تعالى و اشتعال به بالقلب و اللسان و الجوارح- و قيل معنى لذكراى لانى ذكرتها في الكتب و أمرت بها فيها- و قيل معناه لان أذكرك بالرحمة و الثناء قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول اللّه تعالى انا عند ظن عبدى بي و انا معه إذا ذكرنى فان ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسى و ان ذكرنى في ملأ ذكرته في ملأ خير منه- متفق عليه من حديث ابى هريرة و قيل هذا تقييد و ليس بتعليل للامر بالإقامة و معناه أقم الصّلوة لذكرى خاصة لا ترائى بها و لا تشوبها بذكر غيرى- و قيل معناه لاوقات ذكرى و الاية على هذا مجمل ورد بيانه في موضع اخر بما قال أقم الصّلوة لدلوك الشّمس الى غسق اللّيل و قرّاء ان الفجر و نحو ذلك- و بحديث امامة جبرئيل المشهور و قيل معناه أقم الصّلوة لذكر صلاتى- عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من نسى صلوة او نام عنها فكفارتها ان يصليها أ فأذكرها- و في رواية لا كفارة لها الا ذلك قال اللّه تعالى أقم الصّلوة لذكرى متفق عليه و عن ابى قتادة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس في النوم تغريط انما التفريط في اليقظة فاذا نسى أحدكم صلوة او نام عنها فليصلها إذا ذكرها فان اللّه تعالى قال و أقم الصّلوة لذكرى- رواه مسلم.

﴿ ١٤