|
١٥ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ الجملة في مقام التعليل للامر بالعبادة او مستانفة لبيان فائدتها او معترضة للترتيب و قال البغوي قيل معناه و انّ السّاعة اتية اى بتقدير حرف العطف أَكادُ أُخْفِيها قال الأخفش معناه أريد أخفيها اى أخفى وقتها و قال البغوي لفظة كاد زائدة و المعنى أخفى وقتها- و قيل معناه أكاد أخفيها فلا أقول انها اتية و لو لا ما في الاخبار من اللطف بالعباد قطع الاعذار لما أخبرت بإتيانها- نظيرة قوله تعالى تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ يعنى لو لا حلم اللّه لتفطرت السموات على القائلين باتخاذ الولد- قلت لعل فيه اشارة الى ان الايمان باللّه و عبادته في مرتبة من الفضل و الحسن و الشرف كان حقيقا بين بكونان «١» مقصودين للناس بذاتهما لا نعرض و غاية و إتيان الساعة المشتملة على الجنة و النار و ان كان من لوازم إتيانهما و عدم إتيانهما و ثمراتهما المترتبة عليهما- لكن الايمان في نفسه عز و شرف لا بد من إتيانه- و الكفر في نفسه ذل و خسران لا بد من التحرز عله فلو لا اخبر اللّه تعالى بإتيان الساعة لم يكن ايمان من أمن باللّه طمعا في الجنة او خوفا من النار بل خالصا لوجه اللّه- و من هاهنا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نعم الرجل صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه رواه «٢» يعنى لم يعصه لو لم يخف عذاب اللّه و لم تكن النار و قالت الرابعة البصرية أريد ان احرق الجنة و أطفئ النار حتى الى؟؟؟ د الناس اللّه خالصا لوجهه من غير خوف و طمع لكن اللّه سبحانه اخبر بإتيانها لطفا بالعباد و قطعا لاعذار الكفار و اكثر المفسرين قالوا معناه أكاد أخفيها من نفسى فكيف يعلمها اى يعلم وقتها غيرى- و يؤيد هذا التأويل ان في بعض القراءات فكيف أظهرها لكم- و هذا الكلام على عادة العرب انهم إذا بالغوا في كتمان الشي ء قالوا كتمت سرك من نفسى اى اخفيه غاية الإخفاء- و الحكمة في الإخفاء التهويل و التخويف لا لهم إذا لم لعلموا متى تقوم الساعة كانوا على حذر منها كل وقت- و قيل معناه أكاد أظهرها من أخفاه إذا سلب خفاه- قال البيضاوي يؤيد هذا المعنى القراءة بفتح الهمزة قال البغوي قرا بفتح الالف و معناه أظهرها يقال خفيت الشي ء إذا اظهرته و أخفيته إذا سترته كذا في النهاية للجزرى- فان قيل إذا كان الخفاء المجرد بمعنى الإظهار و همزة الإخفاء للسلب فكيف يكون معنى الإخفاء على القراءة المتواترة الإظهار و كيف يويدها قراءة الحسن- قلت المجرد قد يكون بمعنى الإظهار و قد يكون بمعنى الستر قال في القاموس خفى يخفى يعنى مثل ربى يرمى خفيا و خفيا أظهره و استخرجه كاختفاه و خفى يخفى كرضى يرضى خفاء فهو خاف و خفى لم يظهر- فعلى هذا إذا زيد همزة الافعال على المجر و المفتوح العين في الماضي و مكسوره في الغابر كان معناه الستر و سلب الإظهار كما هو المشهور و إذا زيد على مكسور العين في الماضي كان معناه الإظهار و سلب الستر لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) متعلق بآتية او باخفيها على معنى أظهرها و كذا على معنى أكاد أخفى إتيانها فلا أقول اتية يعنى لا اخبر بإتيانها حتى تجزى كل نفس عملت حبّا للّه من غير طمع في الجنة و خوف من النار بجزاء ما تسغى و ذلك الجزاء هو لقاء اللّه و مراتب قربه (١) هكذا في الأصل و هو كما ترى ١٢ الفقير الدهلوي. (٢) بياض في الأصل ١٢ ابو محمد عفى عنه. |
﴿ ١٥ ﴾