٣ لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ حال من فاعل يلعبون او من فاعل استمعوه- و المستثنى حال من الضمير المنصوب في ما يأتيهم- او صفة لمصدر محذوف ما يأتيهم من ذكر في حال من الأحوال الا حال استماعهم جامعين بين الاستهزاء به و التلهي و الذهول عن التفكر فيه- و في العواقب من الأمور او ما يأتيهم من ذكر اتيانا الا اتيانا استمعوه بعده جامعين بما ذكر قال أبو بكر الوراق القلب اللاهي المشغول بزينة الدنيا و زهرتها الغافل عن الاخرة و أهوالها- و جملة ما تأتيهم في مقام التعليل لقوله هم في غفلة وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى اى بالغوا في اخفائها او جعلوها بحيث خفى تناجيهم الَّذِينَ ظَلَمُوا فاعل لاسروا و الواو في أسوأ زائدة ليدل من أول الأمر ان فاعله جمع و ليست بضمير- او فاعله ضمير و الموصول بدل منه جئ للايماء بانهم ظالمون فيما أسروا به- او الموصول مبتدأ و الجملة المتقدمة خبره- و أصله و هؤلاء أسروا النجوى فوضع الموصول موضع هؤلاء تسجيلا على فعلهم بانه ظلم- او الموصول خبر لمبتداء محذوف تقديره هم الّذين ظلموا- او منصوب بتقدير اعنى او اذم و جملة اسرّوا النّجوى معطوفة على يلعبون او حال من فاعله بتقدير قد او معطوفة على استمعوه او على ما يأتيهم او معترضة هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ صفة مؤكدة لبشر أبدعوا حجة على تكذيبهم الرسول صلى اللّه عليه و سلم في ادعائه الرسالة بكونه بشرا زعما منهم بان الرسول لا بد ان يكون ملكا كانّهم زعموا ان الرسول لا بد ان يكون من جنس المرسل و زعموا ان الملائكة من جنس الملك القهار و لذلك سهواها بنات اللّه و كل ذلك باطل قطعا- و الحق ان الرسول لا بد ان يكون من جنس من لرسل إليهم حتى يقتبسوا أنواره- و الملك القهار لا يجوز ان يكون له كفوا أحد- ثم أورد و الدفع المعجزات الدالّة على الرسالة بقولهم أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ يعنى ليس هو رسولا لانه بشر و ما يأتي به من الخوارق كالقران و غيره سحر- أ فتأتون السحر الاستفهام للانكار و الفاء للعطف على محذوف و السحر منصوب على المفعولية او العلية و المفعول محذوف تقديره اتصدقونه في دعوى الرسالة فتأتون السحر اى تتبعونه- او فتأتون محمدا لاجل سحره الّذي يأتى به- و لما لم يجدوا دليلا على كون الخوارق سحرا فان القول الباطل لا يمكن إثباته ادعوا بداهته تعنتا فقالوا وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) بالبداهة انه سحر- و الجملة حال من فاعل تأتون و جملة أ فتأتون السحر بدل اشتمال لجملة هل هذا الّا بشو- و جملة هل هذا الا بشر منصوب بدلا من النجوى او مفعولا لقالو- و جملة قالوا بيان لجملة أسروا النجوى او بدل منه او مستانفة في جواب ماذا قالوا- و الغرض من اسرار هذا القول مشاورتهم في ما بينهم- حتى يحصل لهم كلام يهدم امر النبوة و يظهر فساده و لا يبطله السامع في أول الأمر يريدون ان يطفوا نور اللّه بأفواههم و اللّه متمّ نوره و لو كره الكافرون. |
﴿ ٣ ﴾