١٣

لا تَرْكُضُوا محمول على تقدير قيل و الجملة مستانفة في جواب ما قيل لهم عند هربهم يعنى قيل لهم استهزاء اما بلسان الحال او المقال- و القائل ملك أومن ثم من المؤمنين لا تركضوا و لا تهربوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ اى ما انعمتم من التنعم و التلذذ و الإتراف ابطار النعمة قال الخليل المترف الموسع عليه عيشه القليل فيه همه وَ مَساكِنِكُمْ الّتي كانت لكم لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (١٣) غدا عما جرى عليكم و نزل باموالكم فتجيبون السائل عن علم و مشاهدة او ارجعوا و اجلسوا في مجالسكم و عبيدكم فيقولون لكم بم تأمرون- او يسئلكم الناس في انديتكم المعاون في النوازل و الخطوب- او تسئلون غدا عن أعمالكم او تعذبون فان السؤال من مقدمات العذاب- و قال ابن عباس تسئلون عن قتل نبيكم-

قال البغوي نزلت هذه الاية في اهل حضورا و هى قرية باليمن و كان أهلها العرب فبعث اللّه إليهم نبيّا فدعاهم الى اللّه عزّ و جلّ فكذبوه و قتلوه فسلط اللّه عليهم بخت نصر حتى قتلهم و سباهم فلما استمر فيهم القتل ندموا و هربوا و انهزموا فقالت الملئكة لهم استهزاء لا تركضوا و ارجعوا الى مساكنكم و أموالكم لعلّكم تسئلون- قال قتادة لعلكم تسئلون شيئا من دنياكم فتعطون من شئتم و تمتعون من شئتم فانّكم اهل ثروة و نعمة فاتبعهم بخت نصر و اخذتهم السيوف و ناداى مناد من جو السماء يا ثاراث الأنبياء فلما راو ذلك أقروا على أنفسهم بالذنوب حين لم ينفعهم- و جاز ان يكون بعضهم قال لبعض لا تركضوا و ارجعوا الى منازلكم و أموالكم لعلكم تسئلون مالا و خراجا فتعطون مالا تمتعون من القتل فنورى من السماء يا ثاراث الأنبياء و اخذتهم السيوف فاقروا على أنفسهم و.

﴿ ١٣