١١

وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّه عَلى حَرْفٍ قال المفسرون معناه على شك من حرف الشي ء و هو طرفه فالشاك و المنافق كانه على طرف من الفريقين المؤمنين و الكافرين قد يميل الى هؤلاء و قد يميل الى هؤلاء او هو كالذى على طرف الجيش فان احسّ الظفر قرّ و الا فرّ

و اخرج ابن ابى حاتم و كذا

قال البغوي انها نزلت في يوم من الاعراب كانوا يقدمون المدينة و المهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم المدينة فصح بها جسمه و نتجت بها فرسه مهر أحسنا و ولدت أمرته غلاما و كثر ماله قال هذا دين حسن و قد أصبت فيه خيرا و اطمأن اليه و هو المعنى قوله تعالى فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ اى بتعبد اللّه و الإسلام و ان صابه مرض و ولدت امرأته جارية و أجهضت رهاكه و قل ماله قال ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين الا شرا فينقلب عن دينه و هو المعنى لقوله تعالى وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ بلاء و شدة انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ اى ارتد عن دينه و رجع على عقبه الى الوجه الّذي كان عليه من الكفر

و اخرج ابن مردوية من طريق عطية عن ابى سعيد قال اسلم رجل من اليهود فذهب بصره و ماله و ولده فتشام بالإسلام فاتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال أقلني فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم ان الإسلام لا يقال «١» فقال لم أصب من دينى هذا خيرا ذهب بصرى و مالى و مات ولدي فنزلت الاية فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا يهودى ان الإسلام يسبك الرجال كما يسبك النار خبث الحديد و الذهب و الفضة خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ يعنى هذا الّذي ارتد من الدين لاجل بلاء في الدنيا خسر الدنيا لفوات ماله و ولده و ما كان يؤمل و لذهاب عصمته و خسر الاخرة بالخلود في النار و حبط عمله ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ لا خسران مثله.

(١) من الا قالة اى لا ينبغى الإسلام ان يرجع عنه- مصحح سيد عفى عنه.

﴿ ١١