| 
 ١٩ هذانِ خَصْمانِ فوجان متخاصمان يعنى المؤمنون خصم و الكافرون من الأنواع الخمسة خصم و هو يطلق على الواحد و الجماعة اخْتَصَمُوا أورد صيغة الجمع حملا على المعنى فِي رَبِّهِمْ اى في دينه او في ذاته و صفاته و امره روى الشيخان في الصحيحين عن ابى ذر قال نزلت قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم في حمزة و عبيدة و على بن ابى طالب رضى اللّه عنهم و عتبة و شيبة و الوليد بن عتبه و اخرج البخاري و الحاكم عن على قال فينا نزلت هذه الآية و في مبارزتنا يوم بدر و اخرج الحاكم عنه بوجه آخر قال نزلت في الذين بارزوا يوم بدر على و حمزة و عبيدة و شيبة بن ربيعة و عتبة بن ربيعة و الوليد بن عتبة و روى البغوي عن قيس بن عباد عن على بن ابى طالب قال انا أول من يحثوا بين يدى الرحمة للخصومة يوم القيمة قال قيس و فيهم نزلت هذه الاية و قال قيس هم الذين بارزوا يوم بدر حمزة و على و عبيدة و شيبه بن ربيعه و عتبه بن ربيعه و الوليد بن عتبه قال محمد بن إسحاق خرج يعنى يوم بدر عتبه بن ربيعه بين أخيه شيبه بن ربيعه و ابنه الوليد بن عتبة حتى إذا وصلوا الى الصف دعوا الى المبارزة فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلثة عوف و معاذ و معوذ ابنا الحارث و أمهما عفراء و عبد اللّه بن رواحه فقالوا من أنتم فقالوا رهط من الأنصار حين انتسبوا اكفاء كرام ثم نادى مناديهم يا محمد اخرج إلينا اكفائنا من قومنا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قويا عبيدة بن الحارث يا حمزة بن عبد المطلب و يا على بن ابى طالب فلما دنوا قالوا من أنتم فذكروا قالوا نعم اكفاء كرام فبارز عبيدة و كان أسن القوم عتبة و بارز حمزة شيبة و بارز علىّ الوليد بن عتبة فاما حمزة فلم يمهل ان قتل شيبة و علىّ الوليد و اختلف عبيدة و عتبة بينهما ضربتان كلاهما اثبت صاحبه فكرّ حمزة و علىّ بأسيافهما على عتبة «١» فدفعا عليه و احتملا عبيدة الى أصحابه و قد قطعت رجله و مخها يسيل فلما أتوا بعبيدة الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال الست شهيدا قال بلى فقال عبيدة لو كان ابو طالب حيا لعلم انا أحق بما قال منه حيث يقول شعر كذبتم و بيت اللّه يبزى «٢» محمدا و لما نطاعن دونه و نناصل «٣» و نسلمه حتى نصرع حوله نذهل عن أبنائنا و الحلائل و اخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن قتادة ان الآية نزلت في المسلمين و اهل الكتاب فقال اهل الكتاب نحن اولى باللّه منكم و اقدم منكم كتابا و نبينا قبل نبيكم و قال المؤمنون نحن أحق باللّه آمنا بنبينا محمد صلى اللّه عليه و سلم و نبيكم و بما انزل اللّه من كتاب و أنتم تعرفون نبينا و كتابنا و كفرتم به حسدا فهذا خصومتهم في ربهم و قال مجاهد و عطاء بن رباح الكلبي هم المؤمنون و الكافرون من اىّ ملة كانوا و قال بعضهم جعل الأديان ستة في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا الآية (١) دفغا عليه اى اسرعا قتله ١٢. (٢) على صيغة المجهول أراد لا يبزى حذف لا في جواب القسم و هى مراده اى لا يقهر و لا يغلب و البز بالزاء المعجمة الغلبة و القهر ١٢. (٣) التناصل الترامي بالسهام ١٢. [.....]. فجعل خمسة للنار و واحد للجنة فقوله هذان خصمان ينصرف إليهم فالمومنون خصم و سائر الخمسة خصم لان الكفر ملة واحدة و مبنى هذين القولين عموم اللفظ و سياق القصة و لا شك ان العبرة لعموم اللفظ دون خصوص السبب و قال عكرمه هما الجنة و النار اختصما روى الشيخان في الصحيحين عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحاجت الجنة و النار فقالت النار او ثرت بالمتكبرين و المتبخترين و قالت الجنة فما لى لا يدخلنى الا ضعفاء الناس و سقطهم و عرّتهم «١» قال اللّه تعالى للجنة انما أنت رحمتى ارحم بك من أشاء من عبادى و قال للنار انما أنت عذابى أعذب بك من أشاء و لكل واحد منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلى حتى يضع اللّه رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلى و يزوى «٢» بعضها الى بعض فلا يظلم اللّه من خلقه أحدا و اما الجنة فان اللّه تعالى ينشأ لها خلقا فَالَّذِينَ كَفَرُوا فصل لخصومتهم و هو المعنى لقوله تعالى ان اللّه يفصل بينهم يوم القيمة قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ اى قدرت لهم على مقادير حيثيتهم قال سعيد بن جبير ثياب من نحاس مذاب و ليس من الآنية شي ء إذا حمى أشد حرا منه و تسمى باسم الثياب لانها تحيط بأبدانهم كاحاطة الثياب و قال بعضهم يلبس اهل النار مقطعات من النار روى احمد بسند حسن عن جويرية قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من لبس الحرير في الدنيا البسه اللّه يوم القيمة ثوبا من نار و اخرج و البزار و ابن ابى حاتم و البيهقي بسند صحيح عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبيه و يسجها من بعده و ذريته من بعده و هو ينادى يا ثبوراه و هم ينادون يا ثبورهم حتى يقفوا على النار فيقال لهم لا تدعوا ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا و اخرج ابو نعيم عن وهب بن منبه قال كسى اهل النار و العرى كان خيرا لهم و اعطوا الحيوة و الموت كان خيرا لهم و اخرج عن ابى مالك الأشعري ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال النائحة إذا لم تيت قبل موتها تقام يوم القيمة و عليها سربال من قطران و درع من جرب رواه ابن ماجه بلفظ ان النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع لها ثيابا من قطران و درعا من لهب النار يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ حال من الضمير في لهم او خبر ثان و الحميم الماء الحار الّذي انتهى حرارته. (١) عرّة جمع عرير و هو الفقير تتعرض للسوال من غير طلب و منه المعتر ١٢. (٢) اى تجتمع و تنصرف ١٢.  | 
	
﴿ ١٩ ﴾