| 
 ١١ إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عشر آيات و الافك ابلغ ما يكون من الكذب و هو في الأصل الصرف و القلب و ذلك ان عائشة كانت تستحق الثناء و الدعاء لما كانت عليه من الحصانة و الشرف و لما كانت بنتا للصديق زوجا للرسول صلى اللّه عليه و سلم امّا للمؤمنين واجبة الإكرام و الاحترام فمن رماها بسوء قلب الأمر عن وجهه غاية القلب عُصْبَةٌ و هى جماعة من الناس من العشرة الى الأربعين لا واحد لها من لفظها كذا في النهاية مِنْكُمْ يعنى من المؤمنين روى البخاري و غيره عن عائشة كانت تقول اما زينب بنت جحش فعصمها اللّه بدينها لم تقل الا خيرا و اما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك- و كان الّذي يتكلم مسطح و حسان بن ثابت و عبد اللّه بن ابى المنافق و هو الّذي كان يستوشيه و يجمعه- و قال البغوي قال عروة لم يسم من اهل الافك إلا حسان بن ثابت و مسطح بن اثاثة و حمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لى بهم غير انهم عصبة كما قال اللّه تعالى- قال عروة و كانت عائشة تكره ان يسب عندها حسان و تقول انه الّذي قال شعر. فانّ ابى و أمي و أولادي و عرضى لعرض محمد منكم وفاء «٢» فان ابى و والدتي و غرضى لعرض محمّد منكم وقاء - الفقير الدهلوي. (٢) الصحيح من الرواية. لا تَحْسَبُوهُ خطاب للنبى صلى اللّه عليه و سلم و المؤمنين غير العصبة فان شتم عائشة كان راجعا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فيسوءه و يسوع جميع المؤمنين فانه كان أبوهم صلى اللّه عليه و سلم يعنى لا تزعموه شَرًّا لَكُمْ حيث يأمركم على ذلك و يظهر كرامتكم على اللّه و ينزل على رسوله في براءتها و تعظيم شأنها و تهويل الوعيد لمن تكلم بالإفك ما يتلى في المحاريب الى يوم القيامة- و جملة لا تَحْسَبُوهُ مستأنفة كانّه في جواب ما شأن هذا الافك- او معترضة للتسلية لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ اى من العصبة الكاذبة مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ اى جزاء إثمه على مقدار خوضه فيه كان بعضهم افترى و أحب ان يشيع و بعضهم تكلم به بعد ما سمع من غيره و بعضهم ضحك و لم يتكلم و بعضهم سكت من غير رد- الموصول و اعل للظرف او مبتدا خبره الظرف المقدم عليه و الجملة صفة لعصبة و خبر ثان لان- قال البغوي روى ان النبي صلى اللّه عليه و سلم امر بالذين رموا عائشة فجلدوا الحدود جميعا تمانين ثمانين- قلت فالحد و الفضيحة جزاؤهم في الدنيا و جزاؤهم في الاخرة على ما أراد اللّه تعالى وَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ قرا يعقوب بضم الكاف و العامة بكسرها قال الكسائي هما لغتان اى تحمّل معظمه يعنى بدأ به و اذاعه عداوة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تعييرا للمؤمنين- قال البغوي روى الزهري عن عائشة وَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١) قالت هو عبد اللّه بن ابى ابن سلول و العذاب العظيم هو النار في الاخرة- و روى ابن ابى مليكة عن عروة عن عائشة في حديث الافك قالت ثم ركبت و أخذ صفوان بالزمام فمررنا بملأ من المنافقين و كانت عادتهم ان ينزلوا منتبذين من الناس فقال عبد اللّه بن أبيّ رئيسهم من هذه قالوا عائشة قال و اللّه ما نجت منه و ما نجا منها و قال امراة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ثم جاء يقود بها- و قيل المراد بالّذى تولّى كبره عبد اللّه بن أبيّ بن سلول و حسان و مسطح و حمنة و هذا القول ضعيف و لو كان كذلك لقال اللّه تعالى و الّذين تولّوا كبره و ايضا كان مسطح و حسان ممن شهد بدرا و قد غفر اللّه لاهل بدر ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لاهل بدر اعملوا ما شئتم فان اللّه قد غفر لكم و قد قال اللّه تعالى في حق جميع الصحابة وَ كُلًّا وَعَدَ اللّه الْحُسْنى يعنى الجنة- و هذه الاية لا ينافى العذاب لان دخول الجنة قد يكون بعد التعذيب- و قال قوم هو حسان بن ثابت روى البخاري عن مسروق قال دخلت على عائشة و عندها حسان بن ثابت ينشرها شعرا يشبب بأبيات له شعر حصان «١» رزان ما تزنّ بريبة و تصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت له عائشة لكنك لست كذلك قال مسروق فقلت لها لم تأذني «٢» له ان يدخل عليك و قد قال اللّه وَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ- قالت و اىّ عذاب أشد من العمى و قد كان يرد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعنى كان يهجو المشركين إذا كانوا يهجون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- و على هذا المراد بالعذاب العظيم عذاب الدنيا و لكن الصواب هو الاول-. (١) الحصان المرأة العفيفة- الرزان امراة ذات ثبات و وقار و سكون- و الرزانة في الأصل الثقل لا تزن اى لاتتهم و الزنة التهمة- غرثى المرأة الجائعة- يعنى زنيست عفيفه با وقار و سكينه تهمت كرده نميشود بچيزى كه موجب شك باشد و صبح مى كند در حاليكه خاليست شكم او از گوشت زنان غافلات يعنى غيبت هيچكس نميكند- ١٢ منه رحمه اللّه. (٢) و في الصحيح للبخارى قلت (اى قال مسروق قلت لعائشة) تدعين (بحذف همزة الاستفهام اى اتتركين) فما قاله المفسر رحمه اللّه تعالى لا يستقيم بوجه لان لم الاستفهامية لا تجزم المضارع و على جعل قوله لم تأذني نهيا لا يمكن ان تقام لم الجازمة مقام لا للنهى فالاولى ان يقال ان الصحيح من المفسر رحمه اللّه تعالى لم تأذنين استفهام و الغلط من الناسخ و اللّه تعالى اعلم- الفقير الدهلوي.  | 
	
﴿ ١١ ﴾