|
٣٢ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا عطف على قال الّذين لا يرجون لَوْ لا هلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ اى انزل عليه كخبّر بمعنى اخبر كيلا يناقض قوله جُمْلَةً واحِدَةً دفعة واحدة حال من القران كما أنزلت التورية على موسى و الإنجيل على عيسى و الزبور على داود عليهم الصلاة و السلام. قال البيضاوي هذا اعتراض لا طائل تحته لان الاعجاز لا يختلف بنزوله جملة او مفرقا مع ان التفريق قوائد منها ما أشار اليه بقوله كَذلِكَ متعلق بمحذوف اى أنزلناه كذلك مفرقا لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ اى لنقوى بتفريقه قلبك على حفظه و فهمه و لان نزوله بحسب الوقائع يوجب بصيرة فى المعنى و لانه إذا نزل منجما و هو يتحدى كل نجم فيعجزون عن معارضة ذلك زاد ذلك قوة قلبه و لانه إذا نزل به جبرئيل حالا بعد حال يثبت به فواده و من فوائد التفريق فى النزول معرفة الناسخ من المنسوخ و منها انضمام القرائن الحالية الى الدلالات اللفظية فانه يعين على البلاغة وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا عطف على أنزلناه المقدر الّذى تعلق به لنثبت قال ابن عباس رض بيّنّه بيانا و الترتيل القراءة فى ترسل و تثبت و قال السدى فصلناه تفصيلا و قال مجاهد بعضه فى اثر بعض و قال النخعي و الحسن فرقناه تفريقا و اصل الترتيل فى الأسنان و هو تفليجها. |
﴿ ٣٢ ﴾