|
١٥ وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً بذات اللّه سبحانه على حسب الطاقة البشرية و بصفاته و أحكامه و بأحوال المبدا و المعاد و منطق الطير و الدواب و تسبيح الجبال و لانه الحديد وَ قالا شكرا للنعمة الْحَمْدُ للّه الَّذِي فَضَّلَنا بالنبوة و الكتاب و غير ذلك عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ عطفه بالواو اشعارا بان ما قالا بعض ما أتيا به فى مقابلة النعمة فهو معطوف على محذوف تقديره فعلا على حسب ما علما و عرفا حق النعمة و قالا هذا القول و لولا تقدير المحذوف لكان المناسب الفاء موضع الواو كما فى قولك أعطيته نشكر و فى الاية دليل على شرف العلم و كونه موجبا للفضل و تقدم العلماء على من سواهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و ان العلماء ورثة الأنبياء و ان الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما انما ورثوا العلم فمن اخذه أخذ يحظ وافر. رواه احمد و الترمذي و ابو داود و ابن ماجة من حديث كثير بن قيس و سماه الترمذي قيس بن كثير و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم الحديث رواه الترمذي عن ابى امامة الباهلي و فيها تحريض على الشكر على نعمة العلم و على ان يتواضع و يعتقد بانه و ان فضل على كثير فقد فضل عليه كثير و فوق كلّ ذى علم عليم-. |
﴿ ١٥ ﴾