٤٠

أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ للعفريت كانه أراد اظهار معجزة فنحدّاهم اولا فلمّا قال عفريت ما قال استبطأه فقال له ذلك و أراد به انه يتاتى له ما لا يتهيا لعفاريت عن الحسن فضلا عن غيرهم و المراد بالكتاب جنس الكتب المنزلة او اللوح و اتيك فى الموضعين صالح للفعلية و الاسمية و الطرف تحريك الأجفان للنظر و لمّا كان الناظر يوصف بإرسال الطرف وصف بردّ الطرف و الطرف بالارتداد و المعنى انك ترسل طرفك نحو شى ء فقيل ان ترده احضر عرشها و هذا غاية الاسراع و مثّل فيه.

فَلَمَّا رَآهُ سليمان معطوف على محذوف تقديره فامره سليمان بالإتيان بالسرير فدعا باسم اللّه الأعظم فمال عرشها تحت الأرض فنبع عند سرير سليمان فلما راه مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ شكرا للنعمة كما هو دأب المخلصين من عباد اللّه هذا اى التمكن من إحضار العرش فى مدة ارتداد الطرف من مسيرة شهرين بنفسه او غيره مِنْ فَضْلِ رَبِّي اى بعض افضاله علىّ لِيَبْلُوَنِي قرأ نافع «و ابو جعفر- ابو محمّد» بفتح الياء و الباقون بإسكانها اى فضل علىّ لاجل ابتلائى أَ أَشْكُرُ نعمة فاراه فضلا من اللّه من غير حول منى و لا قوة و أقوم بحقه أَمْ أَكْفُرُ بان أجد نفسى أهلا لها او اقصر فى أداء موجبه و محلهما النصب على البدل من الضمير المنصوب فى ليبلونى وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ لانه به يستحب دوام النعمة و مزيدها فان الشكر قيد النعمة الموجودة و صيد النعمة المفقودة و به يفرغ ذمته عن الواجب و يرتفع درجته عند اللّه تعالى و يستحق اجرا فى دار الجزاء قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر- رواه احمد و الترمذي و ابن ماجة و الحاكم بسند صحيح عن ابى هريرة و رواه احمد و ابن ماجة بسند صحيح عن سنان بن سنة بلفظ الطاعم الشاكر له مثل اجر الصائم الصابر وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ عن شكره كَرِيمٌ ينعم على الشاكر و الكافر جواب الشرط محذوف أقيم دليله مقامه تقديره و من كفر فلا يضر ربى لانه غنى كريم.

﴿ ٤٠