٤٣

وَ صَدَّها اى منعها سليمان عليه السلام ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللّه يعنى عن عبادة الشمس فما فى محل النصب بحذف حرف الجر و إيصال الفعل اليه و قيل ما فى محل الرفع و المعنى و صدّها عن التوحيد ما كانت تعبد من دون اللّه لا نقصان عقلها كما قالت الجن ان فى عقلها شيئا إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ استيناف اخبر اللّه تعالى انها كانت من قوم تعبد الشمس فنشات فيهم و لم تعرف الا عبادة الشمس.

ثم أراد سليمان ان ينظر الى قدميها و ساقيها من غير ان يسئلها كشفها لما قالت الشياطين ان رجليها كحافر الحمار و هى شعراء الساقين فامر الشياطين ان يبنوا له صرحا اى قصرا من زجاج و قيل بيتا من زجاج كانه الماء بياضا و قيل الصرح صحن الدار و الحضري تحته الماء و القى فيه كل شى ء من دوابّ البحر السمك و الضفادع و غيرهما. ثم وضع سريره على صدره و جلس عليه و عكفت عليه الطير و الانس و الجن و قيل اتخذ صحنا من قوارير و جعل تحتها تماثيل الحيطان و الضفادع فكان إذا راه أحد ظنّه الماء. فلما جلس على السرير دعا بلقيس فلمّا جاءت.

﴿ ٤٣