|
٤٤ لَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ عطف على محذوف تقديره فدخلته يعنى من الباب و رأته اى الصرح بلا حجاب قبل ورودها فلمّا راته سِبَتْهُ لُجَّةً من ماء كَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها لتخوضه قرا قنبل عن ساقيها هاهنا و فى ص بالسّؤق و فى الفتح على سؤقه بالهمزة فى الثلاثة- و الباقون بغير همزة اخرج ابن ابى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن ابى حاتم فى حديث طويل عن ابن عباس ان سليمان امر قبل قدومها ببناء قصر صحنه من زجاج ابيض و اجرى من تحته الماء و القى فيه حيوانات البحر و وضع سريره فى صدره فجلس عليه فلما بصرته ظنته ماء راكدا فكشف عن ساقيها لتخوضه و تخلص الى سليمان فنظر سليمان فاذا هى احسن الناس ساقا و قد ما الا انها شعراء الساقين فلمّا راى سليمان ذلك صر بصره عنها و من هاهنا يظهر ان النظر الى الاجنبية على ارادة خطبة النكاح جائز قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا خطب أحدكم المرأة فان استطاع ان ينظر الى ما يدعوه الى نكاحها فليفعل- رواه ابو داود عن جابر و روى احمد و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و الدار هى عن مغيرة بن شعبة قال خطبت امراة فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هل نظرت إليها قلت لا قال فانظر إليها فانه أحرى ان يؤدم بينكماالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ اى مملس و منه الأمرنْ قَوارِيرَ من زجاج الَتْ حين رات المعجزة من سليمان بِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي بالكفر و عبادة الشمس فتبت عنه الان أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ للّه رَبِّ الْعالَمِينَ اى أخلصت له التوحيد و قيل انها لما بلغت الصرح و ظنته لجة قالت فى نفسها ان سليمان يريد ان يغرقها و كان القتل أهون من هذا فقالت انّى ظلمت نفسى بذلك الظن لسليمان عليه السلام فتبت عنه و أسلمت- و اختلفوا فى أمرها بعد إسلامها فقال عون بن عبد اللّه سال رجل عبد اللّه بن عيينة هل تزوجها سليمان قال انتهى أمرها الى قولها و أسلمت مع سليمان للّه ربّ العلمين يعنى لا علم لنا وراء ذلك و قال بعضهم تزوجها أخرجه ابن عساكر عن عكرمة و لما أراد ان يتزوجها كره ما راى من كثرة شعر ساقيها فسال الانس ما يذهب هذا قالوا الموسى فقالت المرأة لم تمسنى حديدة قط فكره سليمان الموسى و قال انه يقطع فسال الجن فقالوا لا ندرى ثم سال الشياطين فقالوا انا نحتال لك حتى تكون كالفضة البيضاء فاتخذوا النورة و الحمام فكانت النورة و الحمامات من يومئذ فلمّا تزوجها سليمان أحبها حبّا شديدا فاقرها على ملكها و امر الجن فابتنوا لها بأرض اليمن ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعا و حسنا و هى سلحون و سنون و عمد ان ثم كان سليمان يزورها كل شهر مرة بعد ان ردها الى ملكها يقيم عندها ثلاثة ايام يبتكر من الشام الى اليمن و من اليمن الى الشام و ولد له منها ذكر و روى عن وهب قال زعموا ان بلقيس لما أسلمت قال لها سليمان اختاري رجلا من قومك أزوجكه قالت و مثلى يا نبى اللّه تنكح الرجال و قد كان لى فى قومى من الملك و السلطان ما كان قال نعم انه لا يكون فى الإسلام الا ذلك و لا ينبغى لك ان تحرمى ما أحل اللّه لك فقالت زوجنى ان كان لا بد ذلك من ذى تبع ملك همدان فزوجها إياه ثم ردها الى اليمن و سلط زوجها ذا تبع على اليمن و دعا رديعه امير جن اليمن فقال اعمل لذى تبع ما استعملك فيه فلم تزل ملكا يعمل له فيه ما أراد حتى مات سليمان فلما ان حال الحول و تبينت الجن موت سليمان اقبل رجل منهم فسلك تهامة حتى إذا كان فى جوف اليمن صرخ بأعلى صوته يا معشر الجن ان ملك سليمان قد مات فارفعوا ايديكم فرفعوا أيديهم و تفرقوا و انقضى ملك ذى تبع و ملك بلقيس مع ملك سليمن- قلت نظر سليمان الى ساق بلقيس يؤيد قول من قال انه نكحها و يأبى قول من قال انه انكحها ذا تبع و اللّه اعلم قيل ان الملك وصل الى سليمان و هو ابن ثلاث عشر سنة و مات و هو ابن ثلاث و خمسين سنة سبحان اللّه من لا زوال لملكه- شعر لا ملك سليمان و لا بلقيس لا آدم فى الكون و لا إبليس و الكل فصورة و أنت المعنى يا من هو للقلوب مقناطيس و اللّه اعلم |
﴿ ٤٤ ﴾