٦٥

قُلْ يا محمد فى جوابهم لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ من الملئكة وَ من فى الْأَرْضِ من الجن و الانس و منهم الأنبياء عليهم السلام من موصول او موصوف الْغَيْبَ يعنى ما غاب عن مشاعرهم و لم يقم عليه دليل عقلى إِلَّا اللّه لكن اللّه يعلم ما غاب عنهم و غيره تعالى لا يعلم الا بإعلامه فالاستثناء منقطع لانه تعالى منزه عن الاستقرار فى السموات و الأرض و رفعه على لغة بنى تميم فانهم يجيزون النصب و البدل فى المنقطع كما فى المتصل و عليه قول الشاعر- شعر

و بلدة ليس بها أنيس الا اليعافير و الا العيس

و قيل الاستثناء متصل و دخول المستثنى فى المستثنى منه على سبيل فرض المحال و فرض المحال ليس بمحال و قال فى البحر المواج المستثنى منه محذوف و فى الكلام حذف تقديره لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ لا يعلمه أحد الّا اللّه فهذه الجملة تعليل لنفى العلم قلت و يمكن ان يكون التقدير لا يعلم من فى السّموات و الأرض الغيب بشئ الّا باللّه اى بتعليمه وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ اى متى يحشرون يعنى وقت حشرهم ممّا لا يدرك بالمشاعر فهو من الغيب الذي لا يمكن العلم به و الاطلاع عليه الا بتعليم من اللّه تعالى و انه تعالى لم يطلع على ذلك أحدا بل استأثر علمه لنفسه فلا يتصور لهم العلم به و هذا تخصيص بعد تعميم و فائدته التأكيد و مطابقة الجواب السؤال و حتم احتمال التخصيص فانه قوله تعالى لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ يفيد نفى علمهم بالغيب و ذلك مخصوص بما حصل لهم بتعليم من اللّه تعالى بتوسط الرسل-.

﴿ ٦٥