|
١٢ وَ حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ عطف على بصرت و المراد بالتحريم المنع التكويني دون التكليفي و المراضع اما جمع مرضع بالضم يعنى منعنا عنه لبن كل مرضعة فلم يرتضع من أحدا هن و اما جمع مرضع بالفتح على انه مصدر ميمى بمعنى الرضاع او ظرف و هو الثدي مِنْ قَبْلُ قصصها قال ابن عباس رض ان امراة فرعون كان همها من الدنيا ان تجد له مرضعة و كانوا كلما أتوا بمرضعة لم تأخذ موسى ثديها حتى راته اخت موسى فى ذلك الحال و فى القصة ان موسى مكث ثمانى ليال لا يقبل ثديا و يصيح فَقالَتْ عطف على حرمنا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ اى لاجلكم صفة لاهل بيت وَ هُمْ لَهُ ناصِحُونَ اى لا يقصرون فى ارضاعه و تربيته و النصح ضد الغش و هو تصفية العمل عن شوب الفساد حال من فاعل يكفلونه قال ابن جريح و السدىّ لمّا قالت اخت موسى و هم له ناصحون أخذوها و قالوا انّك قد عرفت هذا الغلام فدلينا على اهله قالت ما أعرفه و قلت و هم للملك ناصحون كذا اخرج ابن جرير و ابن ابى حاتم عن السدى و قيل انها قالت انما قلت هذا و غبة فى سرور الملك و اتصالنا به و قيل انها لمّا قالت هل أدلكم على اهل بيت قالوا لها من قالت لامى قالوا لامك ابن قالت نعم هارون (و كان هارون ولد فى سنة لا يقتل فيها الوالدان) قالوا صدقت فأتينا به فانطلقت الى أمها فاخبرتها بحال ابنها و جاءت بها إليهم فلمّا وجد موسى ريح امه قبل ثديها و جعل يمصه حتى امتلأ جنباه قال السدىّ كانوا يعطونها اجرة كل يوم دينارا قيل انما أخذتها لانها كانت مال حربى و ذلك قوله عزّ و جلّ. |
﴿ ١٢ ﴾