|
٢ أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ فكتبوا إليهم انه قد انزل فيكم كذا و كذا فقالوا نخرج فان اتبعنا أحد قاتلنا فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل و منهم من نجا فانزل اللّه فيهم ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا الاية و اخرج ايضا عن قتادة قال نزلت فى ناس من اهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى اللّه عليه و سلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم فخرجوا فقتل من قتل و خلص من خلص فنزل فيهم وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا الاية و ذكر البغوي عن ابن عباس قال أراد بالناس الّذين أمنوا بمكة سلمة بن هشام و عياش بن ربيعة و الوليد بن الوليد و عمار بن ياسر و غيرهم و اخرج ابن سعيد و ابن جرير و ابن ابى حاتم عن عبيد اللّه بن عمير قال نزلت فى عمار بن ياسر إذ كان يعذب فى اللّه احسب النّاس الاية و كذا ذكر البغوي قول ابن جريح و قال قال مقاتل نزلت فى مهجع بن عبد اللّه مولى عمر بن الخطاب و هو أول من يدعى الى باب الجنة من هذه الامة قلت و هو أول من خرج من المسلمين مبارزا يوم بدر فقتله عامر بن الحضرمي بسهم و كان أول من قتل كذا فى سبيل الرشاد و لمّا جزع عليه أبواه و امرأته انزل اللّه تعالى فيهم هذه الاية- وقوع الاستفهام بعد الم دليل على استقلاله و المراد بالحسبان الظنّ و هو متعلق بمضمون جملة للدلالة على جهة ثبوتها و لذلك يقتضى مفعولين او ما يسدّ مسدهما كقوله ان يتركوا و الاستفهام للانكار و التوبيخ و ان يّقولوا تقديره لان يقولوا و هم لا يفتنون حال من فاعل يقولوا و المعنى أ ظنوا أتركهم غير مفتونين لقولهم آمنّا فالترك اوّل مفعوليه و غير مفتونين من تمامه و لقولهم هو الثاني كقولك حسبت ضربه للتأديب او المعنى احسبوا أنفسهم متروكين غير مفتونين لقولهم أمنا يعنى لا يحسبوا ذلك بل يمتحتهم اللّه بالمشاق كالمهاجرة و المجاهدة و انواع المصائب فى الأنفس و الأموال و الأولاد ليتميز المخلص من المنافق و الثابت فى الدين من المضطر فيه و لينالوا بالصبر عليها عوالى الدرجات. و ذكر البغوي ان اللّه تعالى أمرهم فى لابتداء بمجرد الايمان ثم فرض عليهم الصلاة و الزكوة و سائر الشرائع فشق على بعضهم فانزل اللّه هذه الاية فالمعنى احسبوا ان يتركوا على مجرد الايمان و هم لا يفتنون بالأوامر و النواهي فان مجرد الايمان و ان كان مانعا عن الخلود فى العذاب لكن نيل الدرجات يترتب على وظائف الطاعات و رفض الشهوات. |
﴿ ٢ ﴾