٨

وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ الوصية التقدم الى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ بِوالِدَيْهِ حُسْناً أمرناه بإتيان فعل ذا حسن او كانه فى ذاته حسن تفرط حسنه متلبسا ذلك الفعل بوالديه اى يبرهما و يعطف عليهما و قيل معناه و وصّينا الإنسان ذا حسن بان يبرهما اخرج مسلم و الترمذي و البغوي و ابن ابى حاتم و ابن مردويه عن سعد بن ابى وقاص و هو سعد بن مالك ابو إسحاق الزهري أحد العشرة المبشرة رضى اللّه عنه كان من السابقين الأولين و كان بارّا بامه انه لما اسلم قالت امه و هى حمنة بنت ابى سفيان بن امية بن عبد الشمس (قد امر اللّه بالبر و فى رواية) قالت ما هذا الe="color:blue"> (قد امر اللّه بالبر و فى رواية) قالت ما هذا الّذى أحدثت و اللّه لا اطعم طعاما و لا اشرب شرابا حتى أموت او تكفر و فى رواية حتى ترجع الى ما كنت عليه او أموت فتعير بذلك ابد الدهر يقال قاتل امه فنزلت وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي بإضمار القول اى و

قلنا له و ان جاهداك لتشرك بي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بالوهيته عبر عن نفيها بنفي علم بها اشعارا بان ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه و ان لم يعلم بطلانه فضلا عما علم بالادلة القطعية بطلانه فَلا تُطِعْهُما فى ذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق رواه احمد و الحاكم و صححه عن عمران و الحكم بن عمرو الغفاري و فى الصحيحين و سنن ابى داؤد و النسائي عن على رضى اللّه عنه لا طاعة لاحد فى معصية اللّه انما الطاعة فى المعروف.

قال البغوي ثم انها اى أم سعد مكثت يوما و ليلة لم تأكل و لم تشرب و قيل لبثت ثلاثة ايام كذلك فجاء سعد و قال يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت دينى ان شئت كلى و ان شئت فلا تأكلى فلمّا أيست منه أكلت و شربت إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بالجزاء عليه و نزلت ايضا فى قصة أم سعد التي فى لقمان و التي فى الأحقاف.

﴿ ٨