|
٨ أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا الهمزة للتوبيخ و الواو للعطف على محذوف تقديره اقصروا نظرهم على ظاهر من الحيوة الدنيا و لم يتفكروا فِي أَنْفُسِهِمْ اى لم يحدثوا التفكر فيها حتى يظهر لهم بعض بواطنها او المعنى او لم يتفكروا فى امر أنفسهم فانها اقرب إليهم من غيرها و امراة يجتلى فيها للمستبصر ما يجتلى له فى الممكنات بأسرها فان الإنسان عالم صغير حتى يعلموا و يقولوا ما خَلَقَ اللّه السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ اى ما خلقها باطلا عبثا بغير حكمة بالغة بل خلقها مقرونة مصحوبة بالحكمة وَ أَجَلٍ مُسَمًّى يعنى ما خلقها للخلود بل لاجل معين ينتهى عنده و بعده قيام الساعة و وقت الحساب و الثواب و العقاب قال اللّه أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ يدل على ان تركهم غير راجعين عبث فمن تفكر فى نظام السموات و الأرض و ما بينهما يحكم ان خالقه حكيم و الحكيم لا يفعل العبث و الحكمة فى خلقها معرفة الخالق و صفاتها و لو لا البعث و النشور و الثواب و العقاب يستوى العارف و الكافر فمن تفكر فيها يكتسب العلم بالاخرة فلا يكون من الغافلين وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يعنى كفار مكة لاجل غباوتهم و عدم تفكرهم بِلِقاءِ رَبِّهِمْ اى بجزائه عند انقراض الدنيا لَكافِرُونَ اى لجاحدون يحسبون ان الدنيا ابدية و لا بعث و لا حساب. |
﴿ ٨ ﴾