٩

أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا الهمزة للانكار و التوبيخ و انكار النفي اثبات و تقرير و الواو للعطف على محذوف تقديره الم يخرج اهل مكة من ديارهم و لم يسيروا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا منصوب فى جواب النفي كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من الأمم كيف فى محل النصب على انه خبر كان قدم عليه لما له صدر الكلام و الجملة فى محل النصب على انه مفعول لينظروا يعنى انهم قد ساروا فى أسفارهم و نظروا الى اثار الّذين كذّبوا الرسل من قبلهم فدمروا عل ى تكذيبهم كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً كعاد و ثمود و غيرهم فان القرون الماضية كانوا أشد قوة و أطول أعمارا و اكثر اثارا من القرون التالية- هذه الجملة مع ما عطف عليه مستأنفة فى جواب كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ أَثارُوا الْأَرْضَ مع ما عطف عليه عطف على كانوا اى قلّبوا وجهها لاستنباط المياه و استخراج المعادن و كربوها للزرع و غير ذلك وَ عَمَرُوها اى الأرض عمارة أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها منصوب على انه صفة مصدر محذوف يعنى عمروها عمارة اكثر من عمارة اهل مكة إياها فانهم فى واد غير ذى زرع لا تبسط لهم فى غيرها و فيه تهكم بهم حيث كانوا مفترين بالدنيا مفتخرين بها و هم أضعف حالا فى الدنيا فان مدارها على التبسط فى البلاد و التسلط على العباد و التصرف فى أقطار الأرض بانواع العمارة و هم ضعفاء يلجئون الى واد لا نفع لها و لو لا رحلتى الشتاء و الصيف لهم الى اليمن و الشام لماتوا جوعا وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ عطف على كانوا أشدّ منهم قوة فَما كانَ اللّه لِيَظْلِمَهُمْ معطوف على جملتين محذوفتين معطوفتين على جاءتهم تقديره جاءتهم رسلهم بالبينات فكذبوهم فدمرهم اللّه فى الدنيا فما كان اللّه ليظلمهم اى ما كان صفة اللّه ظلمهم فان اللام لام الجحود و ان بعدها مقدرة يعنى ما كان صفة اللّه ان يفعل بهم ما يفعل الظلمة من التعذيب بغير جرم و لا تذكير وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حيث فعلوا ما ادى الى تدميرهم.

﴿ ٩