١٥

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ اى ارض ذات ازهار و انهار من رياض الجنة يُحْبَرُونَ قال ابن عباس رض يكرمون

و قال مجاهد و قتادة ينعمون و قال ابو عبيدة يسرون و الحبرة السرور و قيل الحبرة كل نعمة حسنة و التخبير التحسين و فى النهاية للجزرى الحبرة بالفتح النعمة و سعة العيش و الحبرة بالكسر و قد يفتح الجمال و الهيئة الحسنة و فى القاموس نحوه و فى حديث ابى موسى لو علمت انك يا رسول تسمع لقراءتى لحبرتها لك تحبيرا اى حسنت صوتى بها-

قال البغوي و قال الأوزاعي عن يحيى بن كثير يحيرون هو السّماء فى الجنة و كذا اخرج هناد و البيهقي عن يحيى بن كثير فى هذه الاية و قال الأوزاعي إذا أخذ فى السماع لم تبق شجرة فى الجنة الا و رفت و قال ليس أحد من خلق اللّه احسن صوتا من اسرافيل فاذا أخذ فى السماع قطع على اهل سبع سموت صلاتهم و تسبيحهم-

و اخرج ابن عساكر عن الأوزاعي فى هذه الاية قال هو السماء إذا أراد اهل الجنة ان يطربوا اوحى اللّه تعالى الى رياح يقال لها العفافة فدخلت فى اجام قصيب اللؤلؤ الرطب فحركته فضرب بعضه بعضا فتطرب الجنة فاذا طربت لم يبق شجرة فى الجنة الا ورقت-

و اخرج الطبراني و البيهقي عن ابى امامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ما من عبد يدخل الا ان تجلس عند رأسه و عند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيان بأحسن صوت سمعه الانس و الجن و ليس بمزمار الشيطان و لكن بتحميد اللّه و تقديسه

و اخرج البيهقي عن ابن عباس رض انه سئل فى الجنة غناء قال الكرار من مسك عليها يمجدون اللّه تعالى بصوت لم يسمع الاذن مثله قط-

قلت الطرب بالشعر و الغناء فى الدنيا لا يحصل الا بذكر المحبوب بكلام موزون فى صوت حسن موزون و لا شك ان الناس إذا فازوا يرؤية جمال اللّه سبحانه و لاجمال فوق جماله فلا محبوب لهم غيره فيطربون بسماع ذكره بصوت حسن موزون و فى بعض الأحاديث ان الحور العين يغنّين لازواجهن بأصوات ما سمعها أحد قط فيكون ممّا يغنّين

نحن الخيرات الحسان ازواج قوم كرام

و مما يغنّين

نحن الخالدات فلا نموتن نحن الامنات فلا نخافن

نحن المقيمات فلا نطحن

كذا اخرج الطبراني عن ابن عمر رض مرفوعا

و اخرج الطبراني و البيهقي و ابن ابى الدنيا عن انس نحوه و عن مالك بن دينار عند احمد فى الزهد يقول اللّه لداؤد عليه السلام مجدنى بذلك الصوت الحسن فيندفع داود بصوت ستقرع نعيم اهل الجنة و عن ابى هريرة عند الاصبهانى مرفوعا ان اللّه تعالى ليوصى الى شجرة الجنة ان اسمعي عبادى الذين شغلوا أنفسهم عن المعازف و المزامير بذكرى فيسمعهم بأصوات ما سمع الخلائق مثلها قط بالتسبيح و التقديس. و فى الباب أحاديث كثيرة

و اخرج الحكيم فى نوادر الأصول عن ابى موسى رض قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من استمع الى صوت غناء لم يؤذن له ان يسمع صوت الروحانيين قال يا رسول اللّه ما الروحانيون قال قراء اهل الجنة

و اخرج دينورى عن مجاهد قال ينادى مناد يوم القيامة ان الذين كانوا ينزهون أصواتهم و أسماعهم عن اللّهو و مزامير الشيطان قال فيحلهم اللّه فى رياض من مسك فيقول للملائكة اسمعوا عبادى تحميدي و تمجيدى و اخبروهم ان لا خوف عليهم و لا هم يحزنون- و روى الديلمي عن جابر بن عبد اللّه مرفوعا مثله.

﴿ ١٥