| ١١ قُلْ يا محمّد يَتَوَفَّاكُمْ اى يستوفى نفوسكم لا يترك منها شيئا او لا يبقى منكم أحدا و التفعل و الاستفعال يستعمل أحدهما مقام الاخر يقال تقصّيته و استقصيته و تعجلته و استعجلته مَلَكُ الْمَوْتِ و هو عزرائيل عليه السلام روى البغوي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأمراض و الإرجاع كلها بريد الموت و رسول الموت فاذا حان الاجل اتى ملك الموت فقال ايها العبد كم خبر بعد خبروكم رسول بعد رسول و كم بريد بعد بريد انا الخبر ليس بعدي خبر و انا الرسول ليس بعدي رسول أجب ربك طائعا او مكرها و لمّا قبض روحه و تصارخوا عليه قال على من تصرخون و على من تبكون و اللّه ما ظلمت له أجلا و لا أكلت له رزقا بل دعاه ربه فليبك الباكي على نفسه فو اللّه ان لى عودات و عودات حتى لا أبقى فيكم أحدا الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ اى و كل بقبض أرواحكم و له أعوان من الملائكة و قد ذكرنا الأحاديث الواردة فى ملك الموت و أعوانه فى تفسير سورة الانعام فى تفسير قوله تعالى حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ. (مسئلة) ملك الموت لا يعلم بوقت أحد ما لم يؤمر به اخرج احمد و ابن ابى الدنيا عن معمر قال بلغنا ان ملك الموت لا يعلم متى يحضر أجل الإنسان حتى يؤمر بقبضه و اخرج ابن ابى الدنيا عن ابن جريج قال بلغنا انه يقال لملك الموت اقبض فلانا فى وقت كذا فى يوم كذا. (مسئلة) ملك الموت يظهر للمؤمن بأحسن صورة و للكافر باقبحها اخرج ابن ابى الدنيا عن ابن مسعود و ابن عباس قالا لمّا اتخذ اللّه ابراهيم خليلا سال ملك الموت ان يأذن له ان يبشر له بذلك فاذن له فجاء ابراهيم فبشره فقال الحمد للّه ثم قال يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار قال يا ابراهيم لا تطيق ذلك قال بلى قال فاعرض فاعرض ثم نظر فاذا برجل اسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار و ليس من شعرة فى جسده الا فى صورة رجل يخرج من فيه و مسامه لهب النار فغشى على ابراهيم ثم أفاق و قد تحول ملك الموت فى الصورة الاولى- فقال يا ملك الموت لو لم يبق الكافر من البلاء و الحزن الا صورتك لكفاه فارنى كيف تقبض أرواح المؤمنين قال فاعرض فاعرض ثم التفت فاذا هو برجل شاب احسن الناس وجها و أطيبهم ريحا فى ثياب بيض فقال يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند الموت من قرة عين و الكرامة الا صورتك هذه يكفيه و اخرج عن كعب ان ابراهيم أراه ملك الموت الصورة التي يقبض بها المؤمن قال فراه من النور و البهاء شيئا لا يعلمه الا اللّه و التي يقبض بها الكفار الفجار فرعب ابراهيم رعبا حتى أرعدت فرائصه و الصق بطنه بالأرض و كادت نفسه تخرج. (مسئلة) كيف يكون الموت سوى الآدميين اخرج ابو الشيخ و العقيلي فى الصغاء و الديلمي عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آجال البهائم و حشاش الأرض كلها فى التسبيح فاذا انقضى تسبيحها قبض اللّه أرواحها و ليس الى ملك الموت من ذلك شى ء و له طريق اخر أخرجه الخطيب من حديث ابن عمر مثله قال ابن عطية و القرضى معنى ذلك ان اللّه تعالى يعدم حياتها بلا مباشرة ملك الموت- قلت جعل ملك الموت و أعوانه للانسان إكراما للمؤمنين و اهانة و تعذيبا للكافرين و اخرج الخطيب فى تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال وكّل ملك الموت يقبض أرواح الآدميين فهو الذي يقبض أرواحهم و ملك فى الجن و ملك فى الشياطين و ملك فى الوحش و الطير و السباع و الحيتان و النمل فهو اربعة املك و الملائكة يموتون فى الصعقة الاولى و ان ملك الموت يلى قبض أرواحهم ثم يموت فامّا الشهداء فى البحر فان اللّه يلى قبض أرواحهم لا يكل ذلك الى ملك الموت لكرامتهم عليه حيث ركبوا سيح البحر فى سبيله- و فيه جويبر ضعيف جدّا و الضحاك عن ابن عباس منقطع و لاخره شاهد مرفوع أخرجه ابن ماجة عن ابى امامة سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان اللّه و كل ملك الموت بقبض الأرواح الا شهداء البحر فان اللّه يتولى قبض أرواحهم- قلت فشهداء بحر العشق و المعرفة اولى بذلك الكرامة و اللّه اعلم. ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) يعنى بعد الموت يصعد بروح المؤمن ملائكة الرحمة الى السموات حتى ينتهى بها الى السماء السابعة و بروح الكافر ملائكة العذاب حتى ينتهى بها الى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له فيطرح روحه طرحا و قد مر الحديث فى سورة الانعام او المعنى ترجعون بعد الحشر احياء الى موقف الحساب فيجزى كل نفس بما عملت و قد مرّ ثم ذكر اللّه سبحانه حالهم بعد الحشر فقال. | 
﴿ ١١ ﴾