|
١٣ وَ لَوْ شِئْنا ان نؤتى كل نفس هداها اى ما يهتدى به الى الايمان و العمل الصالح و خلق الانقياد للرسول باختياره قلبا و قالبا او المعنى لو شئنا هداية كل نفس لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ عاقلة من الجن و الانس هُداها وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي اى ثبت قضائى بعدم هدايتهم و عدم اهتدائهم و كون مصيرهم الى النار او سبق و عيدى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ اللام فيهما للعهد و المراد المجرمون من الفريقين الذين مرّ ذكرهم بدليل قوله أَجْمَعِينَ (١٣) عن عائشة قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه خلق للجنة أهلا خلقهم لها و هم فى أصلاب ابائهم و خلق للنار أهلا خلقهم لها و هم فى أصلاب ابائهم رواه مسلم و عن علىّ رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما منكم من أحد الا و قد كتب مقعده من النار و مقعده من الجنة قالوا يا رسول اللّه أ فلا نتكل على كتابنا و ندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة و اما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة ثم قرا فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى الاية متفق عليه و عن عبد اللّه ابن عمرو قال خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فى يده كتابان فقال أ تدرون ما هذان الكتابان قلنا لا يا رسول اللّه الا تخبرنا فقال للذى فى يمينه هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء اهل الجنة و اسماء ابائهم و قبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم و لا ينقص منهم ابدا ثم قال للذى فى شماله هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء لاهل النار و اسماء ابائهم و قبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم و لا ينقص منهم ابدا فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول اللّه ان كان امر قد فرغ منه فقال سددوا و قاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة و ان عمل اىّ عمل و ان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار و ان عمل اىّ عمل ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيديه فنبذهما ثم قال فرغ ربّكم من العباد فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ- رواه الترمذي- و جملة لاملانّ جواب قسم محذوف و بيان للقول المذكور بتقدير هو او بدل عنه و جاز ان يكون حق القول فى حكم القسم يقال حقّا لافعلن كذا فعلى هذا يكون لاملانّ جوابا له و قال مقاتل المراد بالقول هو قوله تعالى لابليس لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ و فى هذه تصريح بان عدم ايمانهم مسبب بعدم المشيّة- و حق القول اما تقرير لعدم المشية و المعنى و لكن شئت كفرهم و مصيرهم الى النار او تعليل لعدم المشية بسبق القضاء و لا يدفعه جعل ذوق العذاب مسببا عن نسيانهم العاقبة و عدم تفكرهم فيها بقوله. |
﴿ ١٣ ﴾