سُورَةُ الْأَحْزَابِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ ثَلاَثٌ وَسَبْعُونَ آيَةً مدنيّة و هى ثلاث و سبعون اية قال أبيّ بن كعب لذرّكم تعدون سورة الأحزاب قال ثلاثا و سبعين اية قال فو الذي يحلف به أبيّ ان كانت لتعدل سورة البقرة او أطول و لقد قرأنا منها اية الرجم الشّيخ و الشّيخة إذا زنيا فارجموهما نكالا من اللّه و اللّه عزيز حكيم- ربّ يسّر و تمّم بالخير بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال ان اهل مكة منهم الوليد بن المغيرة و شيبة ابن ربيعة دعووا النبي صلى اللّه عليه و سلم الى ان يرجع عن قوله على ان يعطوه شطرا من أموالهم و خوّفه المنافقون و اليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فانزل اللّه تعالى. _________________________________ ١ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللّه الاية ناداه بالنبي و لم يقل يا محمد و امره بالتقوى تعظيما و تفخيما لشأن التقوى- و قال البغوي نزلت الاية فى ابى سفيان بن الحرب و عكرمة ابن ابى جهل و ابى الأعور عمرو بن سفيان السلمى و ذلك انهم قدموا المدينة فنزلوا على عبد اللّه بن أبيّ رأس المنافقين بعد قتال أحد و قد أعطاهم النبي صلى اللّه عليه و سلم الامان على ان يكلموه- فقام معهم عبد اللّه بن ابى سعد و طعمة بن أبيرق فقالوا للنبى صلى اللّه عليه و سلم (و عنده عمر بن الخطاب) ارفض ذكر الهتنا اللات و العزى و مناة و قل ان لها شفاعة لمن عبدها و ندعك و ربك فشق على النبي صلى اللّه عليه و سلم قولهم فقال عمر يا رسول اللّه ايذن لى فى قتلهم فقال انى قد اعطيتهم الامان فقال اخرجوا فى لعنة اللّه و غضبه فامر النبي صلى اللّه عليه و سلم ان يخرجوهم من المدينة فانزل اللّه تعالى هذه الاية- قيل الخطاب مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و المراد به الامة و قال الضحاك معناه اتق و لا تنقض العهد الذي بينك و بينهم و قيل الخطاب للنبى صلى اللّه عليه و سلم للامر بالثبات عليه ليكون مانعا عمّا نهى عنه بقوله وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ من اهل مكة يعنى أبا سفيان و عكرمة و أبا الأعور وَ الْمُنافِقِينَ من اهل المدينة عبد اللّه ابن ابى و عبد اللّه بن سعد و طعمة بن أبيرق إِنَّ اللّه كانَ عَلِيماً بخلقه و مصالحهم و مفاسدهم حَكِيماً (١) لا يحكم الا على وفق الحكمة. |
﴿ ١ ﴾