٤ ما جَعَلَ اللّه لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ من زائدة و هو فى محل النصب على انه مفعول أول لجعل و لرجل مفعوله الثاني فِي جَوْفِهِ ظرف لغو او صفة لقلبين اعلم ان القلب معدن للروح الحيواني و منبع للقوى بأسرها و ذلك يمنع التعدد إذ لو كان لرجل قلبان فاما ان يفعل بكل واحد منهما شيئا واحدا من افعال القلوب فالثانى فضلة لا حاجة اليه و اما ان يفعل بكل واحد غير ما يفعل به الاخر و حينئذ يفضى الى التناقض ذكر البغوي و كذا اخرج ابن ابى حاتم عن السدىّ و ابن نجيح عن مجاهد انها نزلت فى ابى معمر جميل بن معمر الفهري كان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع فقالت قريش ما حفظ ابو معمر هذه الا و له قلبان و كان يقول ان لى قلبين اعقل بكل واحد منهما أفضل مما عقل محمد- فلما انهزم قريش يوم بدر و انهزم فيهم ابو معمر لقيه ابو سفيان واحدي نعليه فى يده و الاخرى برجله فقال له يا أبا معمر ما حال الناس قال انهزموا قال مالك احدى نعليك بيدك و الاخرى برجلك قال ابو معمر ما شعرت الا انهما فى رجلى فعلموا يومئذ انه لو كان له قلبان لما نسى نعله فى يده و اخرج ابن ابى حاتم من طريق خصيف عن سعيد بن جبير و مجاهد و عكرمة قالوا كان رجل يدعى ذا القلبين فنزلت فيه و اخرج ابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس مثله و من طريق قتادة عن الحسن مثله و زاد و كان يقول نفسى يأمرنى و نفسى ينهانى- و اخرج الترمذي و حسنه عن ابن عباس قال قام النبي صلى اللّه عليه و سلم فخطر خطرة فقال المنافقون الذين معه الا ترى ان له قلبين قلبا معكم و قلبا مع أصحابه فانزل اللّه تعالى هذه الاية- و قال الزهري و مقاتل هذا مثل ضربه اللّه عز و جل للمظاهر من امرأته و للمتبنّى ولد غيره يقول فكما لا يكون لرجل قلبان لامتناع اجتماعهما لا تكون امراة المظاهر امّا له لامتناع اجتماع النسبتين و لا يكون ولد غيره ولدا له لامتناع اجتماع النسبتين- وَ ما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي قرأ قالون «و يعقوب- ابو محمد» و قنبل اللّاء هنا و فى المجادلة و الطلاق بالهمزة «الحقيقة- ابو محمد» من غير ياء «و ابو جعفر- ابو محمد» و ورش بياء مختلسة «اى بهمزة سلمة بغير ياء- ابو محمد» الكسرة خلفا من الهمزة و إذا وقف صيرها ياء ساكنة و البزي و ابو عمرو «بخلاف عنه ما وصلا و الوجه الثاني لها ورش ابو محمد» بياء ساكنة بدلا من الهمزة فى الحالين و الباقون بالهمزة بعدها ياء فى الحالين و حمزة إذا وقف جعل الهمزة بين بين على أصله و من همز منهم و من لم يهمز أشبع التمكين للالف فى الحالين الا ورشا «و من معه- ابو محمد» فان المد و القصر جائز ان عنه تُظْهِرُونَ قرأ عاصم بضم التاء و تخفيف الظاء و الف بعدها و كسر الهاء من المفاعلة و حمزة و «خلف- ابو محمد» الكسائي بفتح التاء و الهاء و بالألف مخففا من التفاعل بحذف احدى التاءين و قرا ابن عامر بفتح التاء و الهاء و تشديد الظاء و بالألف ايضا من التفاعل لكن بإدغام التاء بعد القلب بالظاء و الإسكان فى الظاء و الباقون بفتح التاء و الهاء «المشددة- ابو محمد» و تشديد الظاء بغير الف من التفعل بإدغام التاء فى الظاء على ما بيّنّا مِنْهُنَّ عدى التظاهر بمن لتضمنه معنى التجنب لانه كان طلاقا فى الجاهلية فعدل فى الشرع الى الحرمة المنتهية بالكفارة أُمَّهاتِكُمْ صورة المظاهر ان يقول الرجل لزوجته أنت علىّ كظهر أمي و قد ذكرنا مسائل الظهار فى سورة المجادلة- قال البيضاوي ذكر الظهر فى الظهار للكناية عن البطن الذي هو عموده فان ذكره تقارب ذكر الفرج او للتغليظ فى التحريم فانهم كانوا يحرمون إتيان المرأة و ظهرها الى السماء وَ ما جَعَلَ اللّه أَدْعِياءَكُمْ اى الذين تبنيتهم جمع دعى على الشذوذ و كان قياسه دعوى كجرحى جمع جريح لانه فعيل بمعنى مفعول كانّه شبه بفعيل بمعنى فاعل فجمع جمعه كتقىّ و أتقياء و سخى و أسخياء و شقى و أشقياء أَبْناءَكُمْ فلا يثبت بالتبني شى ء من احكام النبوة من الإرث و حرمة النكاح و غير ذلك- و فى الاية ردّ لما كانت العرب تقول من ان اللبيب الأريب له قلبان و الزوجة المظاهر منها تبين من زوجها و تحرم عليه كالام و دعى الرجل ابنه يرثه و يحرّم بالتبني ما يحرم بالنسب و قد كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أعتق زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي و تبنّاه قبل الوحى و أخا بينه و بين حمزة بن عبد المطلب- فلما تزوّج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زينب بنت جحش بعد ما طلقه زيد و كانت امرأته و قال المنافقون تزوج محمد امراة ابنه و هو ينهى عن ذلك انزل اللّه تعالى هذه الاية ذلِكُمْ اشارة الى كل ما ذكر قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ يعنى لا حقيقة لها فى الأعيان كقول الهاذىّ وَ اللّه يَقُولُ الْحَقَّ يعنى ماله حقيقة فى الأعيان تطابق قوله وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) اى يرشد الى سبيل الحق- روى الدارمي عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهل بن عمرو (و كانت تحت ابى حذيفة بن عتبة ابن ربيعة) عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت ان سالما مولى ابى حذيفة يدخل علينا و انا فضل «١» و انما نراه ولدا و كان ابو حذيفة تبنّاه كما تبنى النبي صلى اللّه عليه و سلم زيدا فانزل اللّه تعالى. (١) فضل اى مبتذلة فى ثياب مهنتها يقال تفضلت المرأة إذا لبست ثياب مهنتها او كانت فى ثوب واحد فهى فضل و الرجل فضل ايضا ١٢ نهايه منه رحمه اللّه-. |
﴿ ٤ ﴾