٢١

لَقَدْ كانَ لَكُمْ ايها المؤمنون فِي رَسُولِ «١» اللّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الاسوة معناه القدوة و هو ما يقتدى به و المراد هاهنا ان لكم فى شان رسول اللّه خصلة حسنة من حقها ان يؤسى بها كالثبات فى الحرب و مقاساة الشدائد- او هو يعنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكم قدوة يحسن التأسي به كقولك فى البيضة عشرون منّا حديد اى فى البيضة هذا القدر من الحديد و قيل هو فعلة من الايتساء كالقدوة من الاقتداء اسم وضع موضع المصدر

(١) عن ابن عباس ان عمر أكب على الركن فقال انى لاعلم انك حجر و لو لم ار حبيبى صلى اللّه عليه و سلم قبّلك و استلمك ما استلمتك و لا قبّلتك لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ و عن يعلى بن منبه قال طفت مع عمر فلما كنت عند الركن الذي يلى الباب مما يلى الحجر أخذت بيده ليستلم قال ما طفت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلت بلى قال فهل رايته يستلمه قلت لا قال فابعد عنك فان لك فى رسول اللّه أسوة حسنة- منه رح.

اى لكم برسول اللّه اقتداء حسن اى تنصرون دين اللّه كما هو ينصر و تصبرون على ما يصيبكم كما هو يصبر كما فعل هو إذ كسرت رباعيته و جرح وجهه و قتل عمه و أوذي بضروب الأذى فواساكم مع ذلك بنفسه فافعلوا أنتم ايضا كذلك و استنوا بسنته لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللّه وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ اى يرجوا ثواب اللّه و لقائه و نعيم الاخرة كذا قال ابن عباس او ايام اللّه و اليوم الاخر خصوصا و هذا كقولك أرجو زيدا و فضله و قال مقاتل اى يخشى اللّه و يخشى يوم البعث الذي فيه جزاء الأعمال و قوله لِمَنْ كانَ صلة لحسنة او صفة لها و قيل بدل من لكم و الأكثر على ان الضمير المخاطب لا يبدل منه وَ ذَكَرَ اللّه كَثِيراً (٢١) فى السراء و الضراء قرن بالرجاء كثرة الذكر المودي الى دوام الطاعة فان المؤسى بالرسول من كان كذلك ..

﴿ ٢١