|
٣٣ وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ قرأ نافع «و ابو جعفر- ابو محمد» و عاصم بفتح القاف من قرّ يقرّ بكسر العين فى الماضي و فتحها فى الغابر أصله اقررن حذفت الراء الاولى و نقلت حركتها الى القاف و استغنى عن همزة الوصل و الباقون بكسر القاف من قرّ يقرّ قرارا بفتح العين فى الماضي و كسرها فى الغابر و هما لغتان فيه و معناهما واحد و كذا تعليلهما واحدة- امر بالقرار فى البيوت و عدم الخروج بقصد المعصية كما يدل عليه قوله تعالى وَ لا تَبَرَّجْنَ فانه عطف تفسيرى و تأكيد معنى و ليس فى الاية نهى عن الخروج من البيت مطلقا و ان كان للصلوة او الحج او لحاجة الإنسان كما زعمه الذين فى قلوبهم مرض من الروافض حتى طعنوا فى الصديقة الكبرى بنت الصديق الأكبر حبيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انها خرجت من بيتها الى مكة و ذهبت منها الى البصرة فى وقعة الجمل و كان خروجها الى مكة للحج و بعد خروجها استشهد عثمان رضى اللّه عنه و اظهر اهل المصر فتنة فى المدينة حتى هرب منها طلحة و زبير رضى اللّه عنهما و لحقا بعائشة و أشارا بالخروج للاصلاح ذات البين و لمّا أبت احتجا بقوله تعالى لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ فخرجت الى البصرة و وقع الصلح بين من كان معها و من كان مع على رضى اللّه عنهما ثم اثار نار الفتنة عبد اللّه بن سبأ اليهودي المنافق الذي تزىّ بزى شيعة علىّ رضى اللّه عنه حتى وقع القتال بين المسلمين فى وقعة الجمل و قد ذكرنا القصة فى كتابنا السيف المسلول- و التبرج من البروج بمعنى الظهور و المراد بها اظهار الزينة و إبراز المحاسن للرجال و قال ابن نجيح التبرج «اى التكبر و الاعجاب بنفسه- منه رح» التبختر قال البيضاوي فى تفسيره لا تبخترن فى مشيتكن تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى منصوب على المصدرية اى تبرجا مثل تبرج الجاهلية الاولى و المراد بالجاهلية الاولى جاهلية الكفر قبل الإسلام و الجاهلية الاخرى جاهلية الفسوق بعد الإسلام- قال الشعبي هى ما بين عيسى و محمد عليهما الصلاة و السلام و قال ابو العالية هى زمن داود و سليمان عليهما السلام كانت المرأة تلبس قميصها من الدر غير مخيط للجانبين فيرى خلقها فيه و قال الكلبي كان ذلك فى زمن نمرود الجبار كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ فتلبسه و تمشى وسط الطريق ليس عليها شى ء غيره و تعرض نفسها على الرجال و روى عكرمة عن ابن عباس الجاهلية الاولى فيما بين نوح و إدريس و كان الف سنة و كان سبطين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل و الاخر يسكن الجبل و كان رجال الجبل صباحا و فى النساء دمامة «بالفتح: القصر و القبح- نهايه رح» و كان النساء السهل صباحا و فى الرجال دمامة و ان إبليس اتى رجلا من اهل السهل و اجر نفسه منه فكان يخدمه و اتخذ شيئا مثل الذي يدمو الرعاء فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حولهم فانتابوهم يسمعون اليه و اتخذوا عيدا يجتمعون اليه فتبرج النساء للرجال و تزين الرجال لهن و ان رجلا من اهل الجبل هجم عليهم فى عيدهم ذلك فراى الرجال و النساء و صباحتهن فاتى أصحابه فاخبرهم بذلك فتحولوا إليهم فنزلوا معهم فظهرت الفاحشة فيهن فذلك قوله تعالى وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى و قد تذكر الاولى و ان لم يكن لها اخرى كقوله تعالى أَهْلَكَ عاداً الْأُولى و لم يكن لها اخرى او المعنى الجاهلية التي كانت قبل زمانكم وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتِينَ الزَّكاةَ وَ أَطِعْنَ اللّه وَ رَسُولَهُ فى كل ما امرتنّ به و نهيتنّ عنه فان ذلك هو التقوى الذي هو شرط افضليتكن على سائر نساء العالمين إِنَّما يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ كلام مستأنف يعم حكمه نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم و غيرهن من أولاده صلى اللّه عليه و سلم و لقصد التعميم أورد ضمير المذكر و قد أورد اللّه سبحانه هذا الكلام فى مقام التعليل لما سبق يعنى انما يريد اللّه سبحانه فيما امركن به و نهاكن عنه لاذهاب الرجس يعنى عمل الشيطان من الإثم و القبائح الشرعية و الطبعية الذي ليس فيه مرضاة اللّه تعالى عنكن و عن غيركن من اهل البيت أَهْلَ الْبَيْتِ بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم منصوب على النداء او المدح قال عكرمة و مقاتل أراد باهل البيت نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم و رضى عنهن لانهنّ فى بيته و هو رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس و تلا قوله تعالى |
﴿ ٣٣ ﴾