|
٨ أَفْتَرى همزة استفهام دخلت على همزة الوصل فسقطت من اللفظ للاستغناء عنها و لعدم اللبس بالخبر فان همزة الوصل هاهنا مكسورة بخلاف ما إذا كان همزة الوصل مفتوحة نحو ءاللّه و الذكر و ءائن فان هناك لا تحذف بل تسهل او تبدل الفا و يمد و سقطت من الخط ايضا على خلاف القياس عَلَى اللّه كَذِباً منصوب على المصدرية بافترى إذا لافتراء نوع من الكذب و هو التعمد به أَمْ بِهِ جِنَّةٌ اى جنون يوهمه ذلك و يلقيه على لسانه و زعم بعضهم بجعل الجنون قسيما للافتراء ان بين الصدق و الكذب واسطة و هى كل خبر لا يكون على بصيرة بالمخبر عنه و ضعفه بيّن فان الافتراء ليس مساو للكذب بل هو أخص منه فان الكذب خبر لا يطابق الواقع سواء كان عمدا او خطا بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ إضراب من جملة مقدرة اى لم يفتر و ليس به جنة بل الّذين لا يؤمنون بِالْآخِرَةِ المشتملة على البعث و العذاب فِي الْعَذابِ فيها وَ الضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨) من الحق فى الدنيا رد اللّه سبحانه عليهم ترديد هم و اثبت لهم ما هو أقبح من القسمين و هو البعيد من الضلال بحيث لا يرجى الخلاص منه و ما هو مراده اى العذاب و جعل العذاب مقارنا للضلال فى الحكم مقدما عليه فى اللفظ للمبالغة فى استحقاقهم له و البعد فى الأصل صفة اتصال وصف به الضلال مجازا كقوله شعر شاعر .. |
﴿ ٨ ﴾