٩

وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا قرا حمزة و الكسائي و حفص «و خلف- ابو محمد» بفتح السين و الباقون بفتحها و هما لغتان فَأَغْشَيْناهُمْ اى فاعميناهم من التغشية و هى التغطية فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩) الفاء للسببية قال اهل المعاني هذا على طريق التمثيل و لم يكن هناك غل و لا سد أراد اللّه سبحانه انا منعناهم عن الايمان بموانع فجعل الاغلال و السد مثلا لذلك فهو تقرير لتصميمهم على الكفر و الطبع على قلوبهم بحيث لا يغنى عنهم الآيات و النذر مثلهم بالذين غلّت أعناقهم فهى الى الأذقان فهم مقمحون و بالذين جعل بينهم السد و بين ما يريدون رؤيته فى انهم لا يلتفتون الى الحق و لا يعطفون أعناقهم نحوه و لا يطاطئون رءوسهم له و لو طاطئوا رءوسهم فرضا يمنعهم السد عن الابصار فهم لا يبصرون سبيل الهدى او أراد انا منعناهم عن إيذاء الرسول بحفظنا إياه و جاز ان يكون جعلنا بمعنى نجعل أورد صيغة الماضي لتحقق الوقوع يعنى نجعل فى جهنم فى أعناقهم أغلالا و نجعل بين أيديهم سدّا و ذلك بجعلهم اللّه تعالى فى توابيت من نار.

﴿ ٩