|
١٠ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ استثناء من فاعل لا يسمعون و بدل منه و قيل استثناء منقطع و الخطفة الاختلاس يعنى من اختلس كلمة من كلام الملائكة مسارقة و لذلك عرّف الخطفة فَأَتْبَعَهُ اتبع بمعنى تبعه اى لحقه شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠) و هو ما يرى كانّ كوكبا انقض و هو شعلة تخرج من كوكب لرجم مسترقى السمع من الشياطين. و ليس كما قالت الفلاسفة انه بخار يصعد الى الأثير و يشتعل فان هذا قول باطل مبنى على الظن و التخمين و انّ الظّنّ لا يغنى من الحقّ شيئا و هذا كقولهم فى المطر انه بخار يصعد من الأرض و يصل الى الطبقة الزمهريرية من الهواء فيجمد و يكون غماما ثم يصل اليه الحرارة من الشمس فيذوب و يقطر ماء و هذه الأقوال الباطلة التي لا دليل عليها يأباه العقل فان الابخرة قد يصعد كثيرا لاجل شدة الحر و لا يكون مطرا الى سنين و قد يكون امطارا متوالية متكاثرة فى البرد من غير ان يدرك حينئذ صعود الابخرة و ايضا لو كان كذلك لذاب فى بعض الأحيان الغمام كله و لم ير ذلك قط و ايضا البخارات لا تزال تتصاعد دائما فرؤية الشهاب فى بعض الأحيان لا معنى له- و هذه الأقوال باطلة بالكتاب و السنة قال اللّه تعالى و أنزلنا من السّماء ماءّ و قال اللّه تعالى و أنزلنا من السّماء من جبال فيها من برد و هذه الاية و زيّنا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب الى قوله شهاب ثاقب و روى البخاري عن قتادة قال خلق اللّه تعالى هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء و رجوما للشياطين و علامات يهتدى فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ و أضاع نصيبه و تكلف ما لا يعلم- و روى ايضا عن ابى هريرة ان نبى اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال إذا قضى اللّه الأمر فى السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان فاذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربّكم قالوا للذى قال الحقّ و هو العلىّ الكبير فسمعها مسترقوا السّمع و مسترقوا السمع هكذا بعضهم فوق بعض (و وصف سفيان بكفه فحركها و بدر بين أصابعه) فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فربما أدرك الشهاب قبل ان يلقيها و ربما القاها قبل ان يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أ ليس قد قال لنا يوم كذا كذا و كذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعها من السماء- و روى مسلم عن ابن عباس ربنا تبارك اسمه إذا قضى امرا سبح حملة العرش ثم سبح اهل السماء الذين يلونهم حتى تبلغ التسبيح اهل هذه السماء الدنيا ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربّكم فيخبرونهم ما قال فيستخبر بعض اهل السماوات بعضا حتى تبلغ اهل هذه السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون الى أوليائهم و يرمون فما جاءوا به على وجهه فهو حق و لكنهم تعرفون فيه و «اى يكذبون منه ره» يزيدون- و روى البخاري عن عائشة قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان الملائكة تنزل فى العنان و هو السحاب فتذكر الأمر قضى فى السماء فيسترق الشياطين السمع فيستمعه فيوحيه الى الكهان فيكذبون معه مائة كذبة من عند أنفسهم- قال البيضاوي و اختلف فى المرجوم يتاذى فيرجع او يحترق به لكن قد يصيب الصاعد مرة و قد لا يصيب كالموج لراكب السفينة و لهذا لا يرتدعون .. |
﴿ ١٠ ﴾