١١

فَاسْتَفْتِهِمْ الضمير المنصوب لمشركى مكة أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً ممن خلقناهم أَمْ مَنْ خَلَقْنا هم أشد خلقا منهم و المراد بمن خلقنا ما سبق ذكره من السماوات و الأرض و ما بينهما من الخلائق و المشارق و المغارب و الكواكب و الشهب الثواقب و من لتغليب العقلاء و الاستفهام للتقرير- و قيل المعنى أم من خلقنا من غيرهم من الأمم السالفة كعاد و ثمود قد أهلكناهم بذنوبهم فما لكم تأمنون من العذاب و التأويل الاول يوافق قوله تعالى ء أنتم «١» أشدّ خلقا أم السّماء و يدل على إطلاقه قوله تعالى إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١) اى لاصق يتعلق باليد

و قال مجاهد و الضحاك اى منتن فانه فارق بين خلقهم و خلق السماوات و الأرض فان خلقها بلا مادة سبق و هذه الجملة متضمنة للسوال المذكور على طريقة عن النّبإ العظيم بعد قوله عمّ يتسآءلون و الغرض من هذا الكلام الرد على منكر البعث فانه شهادة عليهم بالضعف لان ما يصنع من الطين غير موصوف بالصلابة و القوة فمن قدر على خلق السماوات و غيرها قادر البتة على ما لا يعتد به بالاضافة إليها و احتجاج عليهم بان خلقهم الاول من الطين اللازب فمن اين ينكرون ان يخلقوا ثانيا من تراب حيث قالوا أ إذا كنّا ترابا أ إنّا لفى خلق جديد و ان الطين اللازب يحصل بضم الجزء المائى الى الجزء الأرضي و هما باقيان قابلان للانضمام و الفاعل لا تغير فى قدرته فعلى ما ينكرون ..

(١) و فى الأصل أهم أشدّ ١٢.

﴿ ١١