|
١٢ بَلْ ابتدائية للانتقال من غرض الى اخر و هو الاخبار بحاله و حالهم و ليست للاضراب عَجِبْتَ العجب حالة يعترى للانسان عند رؤية امر لم يعهد مثله فيعبر عن تلك الحالة بقوله عجبت و بصيغة التعجب منه قوله صلى اللّه عليه و سلم عجب ربك من قوم يساقون الى الجنة فى السلاسل- و قوله سبحانه ما أعظم شأنه و يطلق ايضا على الشي ء الذي لم يعهد مثله انه عجب قال اللّه تعالى أ كان للنّاس عجبا ان أوحينا الى رجل منهم و كثيرا يستعمل العجب فيما يراه الرجل حسنا غاية الحسن يقال أعجبني كذا و منه قوله تعالى و من النّاس من يعجبك قوله و قوله عليه السلام عجب ربكم من شابّ ليست له صبوة و قوله صلى اللّه عليه و سلم عجب ربكم من الكم و قنوطكم و قد يستعمل فيما يراه قبيحا غاية القبح يقال عجبت من بخلك و شرهك و قال الشاعر شيئان عجيبان هما أبرد من يخ شيخ يتصبى و صبى يتشيخ- و فيما يراه كثيرا غاية الكثرة يقال ما أكرمه و ما أطفاه و ما أشد استخراجه و ما أجهله و ما اشر بياضه فالمعنى ان هذا الشي ء بهذا الحسن او بهذا القبح او بهذا الكرام او الجهل او البياض لم يعهد مثله- و قيل هى حالة يعرض للانسان عند الجهل بسبب الشي ء و بناء على ذلك قالوا لا يصح على اللّه العجب لاحاطة علمه بكل شى ء و قيل هى حالة يعترى للانسان عند استعظامه الشي ء و الصحيح ان مال هذين التفسيرين الى ما ذكرنا لان الإنسان يستعظم ما لم يعهد مثله و كذا ما يجهل بسببه يراه غير معهود مثله فلا حاجة الى الصرف عن الظاهر فى قراءة حمزة و الكسائي «و خلف- ابو محمد» عجبت بضم التاء على صيغة المتكلم رنال البيضاوي العجب من اللّه اما على الفرض و التخييل او على معنى الاستعظام اللازم و قيل انه مقدر بالقول يعنى قل يا محمد بل عجبت و قال البغوي و العجب من اللّه إنكاره و تعظيمه و العجب من اللّه قد يكون بمعنى الإنكار و الذم كما فى هذه الاية و قد يكون بمعنى الاستحسان كما فى الحديث عجب ربكم من شابّ ليست له صبوة- و سئل جنيد عن هذه الاية فقال ان اللّه ما يعجب من شى ء و لكن اللّه وافق رسوله فقال و ان تعجب فعجب قولهم اى هو كما تقوله- و قرا الجمهور على صيغة المخاطب بفتح التاء يعنى عجبت أنت يا محمد من تكذيبهم إياك مع اعترافهم بكونك أمينا صدوقا و شهادة المعجزات على صدقك و كون القرآن معجزا او عجبت من انكارهم قدرة اللّه على البعث مع ظهور قدرته تعالى على كل شى ء فان هذا الأمر لم يعهد مثله قال قتادة عجب نبى اللّه صلى اللّه عليه و سلم من هذا القران حين انزل و ضلال بنى آدم بعده و ذلك ان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يظن ان من سمع لهذا القران يؤمن به فلمّا سمع المشركون و سخروا منه و لم يؤمنوا به عجب من ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال اللّه تعالى بل عجبت يا محمد وَ يَسْخَرُونَ (١٢) حال من فاعل عجبت بتقدير المبتدا يعنى و هم يسخرون من تعجبك و تقريرك للبعث. |
﴿ ١٢ ﴾