|
٧ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ اى الطائفون به و هم الكروبيون و هم سادة الملائكة قال ابن عباس حملة العرش ما بين كعب أحدهم الى أسفل قدميه مسيرة خمس مائة عام و يروى ان أقدامهم فى تخوم الأرضين «اى حدودها و معالمها- منه ره» و الأرضون و السماوات الى حجزتهم و هم يقولون سبحان ذى العزة و الجبروت سبحان ذى الملك و الملكوت سبحان الحي الذي لا يموت سبوح قدوس رب الملائكة و الروح- و قال ميسرة بن عبد ربه أرجلهم فى ارض السفلى و رءوسهم تحت العرش و هم خشوع لا يرفعون طرفهم و هم أشد خوفا من اهل السماء السابعة و اهل السماء السابعة أشد خوفا من التي تليها و التي تليها أشد خوفا من التي تليها- و قال مجاهد بين الملائكة و العرش سبعون حجابا من نور و روى محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اذن لى ان أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبع مائة عام- رواه ابو داود و الضياء بسند صحيح و روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال ان ما بين القائمة من قوائم العرش و القائمة الثانية خفقان الطير المسرع ثلاثين الف سنة و العرش يكسى كل يوم سبعون الف لون من النور لا يستطيع ان ينظر اليه خلق من خلق اللّه و الأشياء كلها فى العرش كحلقة فى فلاة- و قال مجاهد بين السماء السابعة و بين العرش سبعون الف حجاب حجاب من نور و حجاب من ظلمة و حجاب من نور و حجاب من ظلمة- و قال وهب بن منبه ان حول العرش سبعون الف صف من الملائكة صف خلف صف يطوفون بالعرش يقبل هولاء و يقبل هؤلاء فاذا استقبل بعضهم بعضا هلّل هؤلاء و كبر هولاء و من ورائهم سبعون الف صف قيام أيديهم الى أعناقهم قد وضعوها على عواتقهم فاذا سمعوا تكبير أولئك و تهليلهم رافعوا أصواتهم فقالوا سبحانك و بحمدك ما أعظمك و أجلك أنت اللّه لا اله غيرك أنت الأكبر الخلق كلهم راجعون إليك و من وراء هولاء مائة الف صف من الملائكة قد وضعوا اليمنى على اليسرى ليس منهم أحد الا و هو يسبح بتحميدة لا يسبحه الاخر ما بين جناحى أحدهم مسيرة ثلاث مائة عام و ما بين شحمة اذنه الى عاتقه اربع مائة عام و احتجب اللّه من الملائكة الذين حول العرش بسبعين حجابا من نار و سبعين حجابا من ظلمة و سبعين حجابا من نور و سبعين حجابا من در ابيض و سبعين حجابا من ياقوت احمر و سبعين حجابا من ياقوت اصفر و سبعين حجابا من زبرجد اخضر و سبعين حجابا من ثلج و سبعين حجابا من ماء و سبعين حجابا من برد و ما لا يعلمه الا اللّه تعالى قال و لكل واحد من جملة العرش و من حوله اربعة وجوه وجه ثور و وجه اسد و وجه نسر و وجه انسان و لكل واحد منهم اربعة اجنحة اما جناحان فعلى وجهه مخافة ان ينظر الى العرش فيصعق و اما جناحان فيهفو بهما كما يهفو هذا الطائر بجناحيه إذا حركه ليس لهم كلام الا التسبيح و التحميد و التكبير و التمجيد- يُسَبِّحُونَ اللّه اى يذكرونه بمجامع الثناء من صفات الجلال و الإكرام متلبسين بِحَمْدِ رَبِّهِمْ قال البيضاوي جعل التسبيح أصلا و الحمد حالا لان الحمد مقتضى حالهم دون التسبيح وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ اى يصدقون بانه تعالى موجود واجب وجوده خالق للاشياء كلها أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد اخبر اللّه تعالى عنهم بالايمان إظهارا لفضله و تعظيما لاهله و ايماء بان الملائكة فى العبودية و العجز و الايمان بالغيب كسائر الخلائق لا كما تزعم الكفار انهم بنات اللّه و ردّا على المجسمة عن شهر بن حوشب قال حملة العرش ثمانية اربعة منهم يقولون سبحانك اللّهم و بحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك و اربعة منهم يقولون سبحانك اللّهم و بحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك قال فكانهم يرون ذنوب بنى آدم وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فيه تنبيه على ان المشاركة فى الايمان يوجب النصح و الشفقة و ان تخالف الأجناس لانها أقوى المناسبات كما قال اللّه تعالى انّما المؤمنون اخوة رَبَّنا اى يقولون ربّنا و جملة يقولون مع ما فى حيزه حال من فاعل يستغفرون وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً اى وسعت كل شى ء رحمتك و علمك فازيل عن أصله للاغراق فى وصفه بالرحمة و العلم و المبالغة فى عمومها و قدم الرحمة لانها المقصودة بالذات هاهنا فَاغْفِرْ الفاء للسببية فان سعة الرحمة سبب للمغفرة لِلَّذِينَ تابُوا اى رجعوا عن الكفر الى الإسلام وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ اى دينك الذي بعثت به رسلك وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٧) اى احفظهم عنه تصريح بعد اشعار للتأكيد قال مطرف انصح عباد اللّه للمؤمنين الملائكة و اغش الخلق لهم الشياطين. |
﴿ ٧ ﴾