|
١٦ يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ ٥ اى خارجون من قبورهم او ظاهرون لا يسترهم شى ء من جبل او اكمة او بناء او ظاهرة نفوسهم لا يحجبهم غواشى الأبدان او ظاهرة أعمالهم و سرائرهم لا يَخْفى عَلَى اللّه مِنْهُمْ اى من أعيانهم و أعمالهم و أحوالهم شَيْ ءٌ تقرير لقوله يوم هم بارزون و ازاحة لنحو ما يتوهم فى الدنيا لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ حكاية لما يسئل عنه فى ذلك اليوم و ذلك بعد فناء الخلق قبل البعث و حينئذ لا يكون أحد يجيبه فيجيب نفسه و يقول للّه الْواحِدِ المتوحد فى جلال الذات و كمال الصفات المنزه عن الشريك فى الالوهية و فى شي ء من الممكنات الْقَهَّارِ (١٦) الذي قهر الخلق بالموت و بالتصرف فيها بما أراد. رواه يعنى كون السؤال و الجواب من اللّه بعد فناء الخلق قبل البعث ابو هريرة فى حديث طويل عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رواه الطبراني فى المطولات و ابو يعلى فى مسنده و البيهقي فى البعث و غيرهم و اخرج ابن ابى داود فى البعث عن ابى سعيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ينادى مناد بين الصيحة يا ايّها الناس أتاكم الساعة و مدّ بها صوته يسمعها الاحياء و الأموات و ينزل اللّه الى السماء الدنيا ثم ينادى مناد لمن الملك اليوم للّه الواحد القهار- و اخرج البيهقي عن انس دفعه فى قوله تعالى و نفخ فى الصّور الاية فكان ممّن استثنى اللّه ثلاثة جبرئيل و ميكائيل و ملك الموت فيقول اللّه (و هو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول وجهك الباقي الكريم و عبدك جبرئيل و ميكائيل و ملك الموت فيقول توف نفس ميكائيل ثم يقول (و هو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الباقي الكريم و عبدك جبرئيل و ملك الموت فيقول توف نفس جبرئيل ثم يقول (و هو اعلم) يا ملك الموت من بقي فيقول بقي وجهك الباقي الكريم و عبدك ملك الموت و هو ميت فيقول مت ثم ينادى انا بدأت الخلق ثم أعيده اين الجبارون المتكبرون ثم ينادى لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو للّه الواحد القهّار ثم ينفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون- و سياق الاية يقتضى انه حكاية لما يسئل عنه فى ذلك اليوم بعد احياء الخلق يوم هم بارزون او حكاية لما دلّ عليه ظاهر الحال فى ذلك الوقت من زوال الأسباب و ارتفاع الوسائط و سلب الاضافة المجازى للملك و الحكم الى غيره تعالى و اما حقيقة الحال فناطقة بذلك دائما. |
﴿ ١٦ ﴾