٤ بَشِيراً لاولياء اللّه وَ نَذِيراً لاعدائه فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ عن تدبره و قبوله عطف على فصلت فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٤) اى لا يستمعون تعنتا و عنادا او لا يقبلون يقال شفعت الى فلان فلم يسمع قولى يعنى لم يقبل و الجملة بيان للاعراض. «١». (١) عن عمر بن الخطاب قال اقبل قريش الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال ما يمنعكم من الإسلام فتسور و العرب قالوا يا محمد ما نفقه ما تقول و لا نسمعه و ان على قلوبنا لغلفا و أخذ ابو جهل ثوبا جما بينه و بين النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال يا محمد قلوبنا فى اكنة ممّا تدعونا اليه و فى اذننا وقر و من بيننا و بينك حجاب فقال لهم النبي صلى اللّه عليه و سلم أدعوكم الى خصلتين ان تشهدوا ان لا اله الا اللّه وحده لا شريك له و انى رسول اللّه فلما سمعوا شهادة ان لا اله الا اللّه ولّوا على ادبارهم نفورا و قالوا ا جعل الالهة الها واحدا انّ هذا الشي ء عجاب و قال بعضهم لبعض امشوا و اصبروا على الهتكم انّ هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذا فى الملّة الاخرة ان هذا الّا اختلاق أنزل عليه الذّكر من بيننا و هبط جبرئيل فقال يا محمد ان اللّه يقرأك السلام ا ليس يزعم هؤلاء ان على قلوبهم أكنّة ان يفقهوه و فى آذانهم و قرا فليس يسمعون قولك كيف و إذا ذكرت ربّك فى القران وحده ولّوا على ادبارهم نفورا لو كان كما زعموا لم ينفروا و لكنهم كاذبون يسمعون و لا ينتفعون بذلك كراهة له- فلما كان من الغد أقبل منهم سبعون رجلا الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالوا يا محمد اعرض عليهم الإسلام اسلموا من آخرهم فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال الحمد للّه بالأمس تزعمون ان قلوبكم فى اكنة مما ندعوكم اليه و فى اذنكم وقر أصبحتم اليوم مسلمين فقالوا يا رسول اللّه كذبنا بالأمس لو كان كذلك ما اهتدينا ابدا و لكن اللّه الصادق و العباد كاذبون عليه و هو الغنى و نحن الفقراء اليه ١٢ منه برد اللّه مضجعه-. |
﴿ ٤ ﴾