|
١٢ فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ اى فخلقهن خلقا ابداعيّا و اتقن امرهن و الضمير للسماء على المعنى او مبهم و سبع سموات حال على الاول و تميز على الثاني فِي يَوْمَيْنِ يوم الخميس و الجمعة قال المحلى ففرغ منها فى اخر ساعة منه و فيها خلق آدم و لذلك لم يقل هاهنا سواء قلت لعل قول المحلى هذا مبنى على ما رواه مسلم من حديث ابى هريرة انه قال أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي فقال خلق اللّه التربة يوم السبت و خلق الجبال يوم الأحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلثاء و خلق النور يوم الأربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة فى اخر الخلق و اخر ساعة من النهار فيما بين العصر الى الليل- و الظاهر ان هذا الحديث و هم فيه الراوي فان الثابت بالقران خلق السماوات و الأرض فى ستة ايام و ذكر فى هذا الحديث سبعة ايام و الصحيح ان بدء الخلق من يوم الأحد و هذا الحديث يدل على انه من يوم السبت و منطوق هذه الاية ان اللّه خلق الجبال رواسى و بارك فيها و قدّر فيها أقواتها فى يوم الثالث و الرابع و هذا الحديث يدل على انه خلق الجبال يوم الأحد و خلق الشجر يوم الاثنين و الظاهر من سياق قصة آدم عليه السلام ان خلق آدم كان بعد زمان طويل من خلق السماوات و الأرض إذ قال ربّك للملائكة انّى جاعل فى الأرض خليفة الآيات و فى قصة خلق آدم تعجين طينه أربعين يوما فلو صح خلق آدم فى اخر ساعة من الجمعة فذلك الجمعة بدا الخلق و اللّه اعلم وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها قال عطاء عن ابن عباس خلق فى كل سماء خلقها من الملائكة و ما فيها من البحار و الجبال و البرد و ما لا يعلم الا اللّه و قال قتادة و السدىّ يعنى خلق فيها شمسها و قمرها و نجومها و قال مقاتل اوحى الى كل سماء ما أراد من الأمر و النهى و قيل اوحى فى كل سماء الأمر الذي امر به من فيها من الطاعة وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ اى كواكب وَ حِفْظاً اى و حفظناها من الآفات او من المسترقة حفظا و قيل مفعول له على المعنى كانه قال و خصصنا السماء الدنيا بمصابيح زينة و حفظا ذلِكَ الذي ذكرت من صنعه تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ فى ملكه الْعَلِيمِ (١٢) بخلقه. |
﴿ ١٢ ﴾