١٥

فَلِذلِكَ اى للتفرق من اهل الكتاب فَادْعُ الفاء فى جواب اما المحذوف تقديره اما أنت فادع الناس الى اقامة الدين و عدم التفرق و اتباع ما أوتيت وَ اسْتَقِمْ أنت عليه كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ الزائغة وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللّه مِنْ كِتابٍ اى بجميع الكتب المنزلة لا كما قالت اليهود و النصارى نؤمن ببعض و نكفر ببعض و يريدون ان يتّخذوا بين ذلك سبيلا وَ أُمِرْتُ بالعدل لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ فى تبليغ الشرائع و الحكم بين المتخاصمين الاول اشارة الى كمال القوة النظرية و هذا اشارة الى كمال القوة العملية اللّه رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ خالق الكل و متولى أمورهم لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ كل يجزى على حسب عمله لا حُجَّةَ اى لا خصومة بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ لان أعمالكم لا يضرّنا و اعمالنا لا يضرّكم انما ندعوكم الى الإسلام نصحا لّكم فلا وجه للخصومة و العداوة كان نزول هذه الاية فى مكة قبل الأمر بالقتال و المعادات فنسختها اية القتال و قوله تعالى يا ايّها الّذين أمنوا لا تتّخذوا عدوّى و عدوّكم اولياء الى قوله بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء ابدا حتّى تؤمنوا باللّه وحده اللّه يَجْمَعُ بَيْنَنا يوم القيامة فيحكم بيننا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥) اخرج ابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت إذا جاء نصر اللّه و الفتح و رايت النّاس يدخلون فى دين اللّه أفواجا قال المشركون بمكة لمن كان بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس فى دين اللّه أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلى كم تقيمون بين أظهرنا فنزلت.

﴿ ١٥