٢٠

مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ الحرث فى الأصل إلقاء البذر فى الأرض و يقال للزرع الحاصل منه و فى القاموس الحرث الكسب و جمع المال و الزرع و المراد هاهنا ثواب الاخرة شبهه بالزرع من انه ثمرة للعمل فى الدنيا و لذلك قيل الدنيا مزرعة الاخرة او شبهه بالكسب اى ما حصل منه فانه يحصل بما يكسب فى الدنيا نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ اى فى كسبه و زرعه فنعطيه بالواحد عشرا الى سبع مائة كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل فى كلّ سنبلة مائة حبّة وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا اى يريد بعمله نصيبا من الدنيا نُؤْتِهِ مِنْها شيئا على ما قسمنا له وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠) عطف على نؤته عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انما الأعمال بالنيات و انما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى اللّه و رسوله فهجرته الى اللّه و رسوله و من كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه- متفق عليه و عن أبيّ بن كعب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشر هذه الامة بالسّناء و الرفعة و النصرة و التمكين فى الأرض فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له فى الاخرة نصيب- رواه البغوي-.

﴿ ٢٠